رفيقي العزيز،
تسلمت كتابيك الأخيرين الـمؤرخيـن في 10 أكتوبر/تشرين الأول الـحاضر وتسلمت أيضاً الـمقال.
إنّ انضمام رئيس «الـجامعة الإسلامية» هو خبر مفرح ومبشر باطراد التقدم. وهو لا يعارض توجيهاتي فيما يختص بالـحفلة للرفيق الشهيد محمد سعيد العاص. فإقامة الـحفلة في صالون جمعية «الـجامعة الإسلامية» أمر صالح بشرط أن تكون الـحفلة عينها ذات صبغة قومية خالصة، لا أستغرب إقبال العناصر الـمحمدية الـمخلصة الراغبة في الـحقيقة. ويوجد طوائف محمدية مبخوسة الـحقوق أو الإمكانيات تـجد في مبادئنا الضمانات للحرية والفكر، كما أنّ أبناء الطوائف الكبرى الـمستعدين للوعي القومي واقتبال العهد الـجديد يرون الآن أو عن قريب، أنّ غاية حركتنا هي أفضل الغايات، وأحسن طريقة لإحلال السكينة وفتح أبواب الفلاح، وأقوى ضمان للنهوض القومي.
كنت أفكر في الـمدة الأخيرة بأخذ فرصة مدة شهر تقريباً بعد الفراغ من طبع الكتاب. وإني أشعر معك بضروة إعطاء القوى في توكومان مجرى نظامياً قوياً. ويحسن النظر في الـجمع بين فكرة الاستراحة وفكرة تنظيم شؤون توكومان الإدارية. ولكني أخشى اشتداد الـحر في الشمال. إلا إنّ الفصل لا يزال أمْيَل إلى الاعتدال.
أظن أنّ طبع الكتاب ينتهي في خلال هذا الشهر والتجليد في أوائل الشهر القادم. فيمكن التفكير في زيارة توكومان في أواسط الشهر الـمذكور. أما مسألة حضور الـحفلات القومية هناك فتستدعي النظر، لأنّ الـمجال هنا أيضاً يتسع ومديريات بالرمو ونويبا فمفاية وأبليانيده تنمو نـمواً محسوساً. في كل حال سأدرس الـمسألة وأرى ما يحسن.
لا أظن الضرورة تقضي بوجودك في بوينُس آيرس، بل الأفضل أن تكون في توكومان حين آتي لكي تعاونني في التنفيذ.
بلّغ الرفقاء الـجدد تهنئتي وسروري بهم، ولك ولـجميع الرفقاء العامليـن مني السلام. ولتحيى سورية.
بعد: تأخر إرسال هذا الكتاب عن أمس. واليوم تسلمت كتابك الـمؤرخ في 11 أكتوبر/تشرين الأول الـحاضر، ووقفت فيه على أخبار الأوساط الرجعية واهتمامها بالنكايات. فليهتموا ما شاؤوا. في كتابي هذا يوجد الإيضاح الكافي في صدد مركز «الـجامعة الإسلامية»، ولا مانع من أن يصير مركزها مركز اجتماعاتنا ومساعينا العملية.