إلى الرفيق جرجي الددّه
ريو دي جانيرو، البرازيل
أيها الرفيق العزيز،
تسلمت، وأنا بعد في التوكومان وفي إبّان عمل تصفية أعمالي فيها، كتابك الـمؤرخ في 10 سبتمبر/أيلول الـماضي وقد اقتصرت في الـمدة الـمذكورة، في الكتابة على الضروري الـملحّ لكي لا تـمتد التصفية إلى وقت أطول مـما يلزم.
يظهر أنه لم يصل إليك العدد 85 من الزوبعة وإلا لكنت عرفت منه ما هو التأويل الصحيح للمظاهر السياسية الـجديدة في هذا الطور الـجديد من أطوار سياسة الـحزب الواحدة. إنّ ما حدث في لبنان بعد الـحوادث الأخيرة وانتهاء عهد الاحتلال العسكري الفرنسي أنّ الدول اعترفت باستقلال لبنان وكيانه السياسي فرأى الـحزب وضع بعض خططه الـمقررة من قبل موضع التنفيذ، أي العمل ضمن الأوضاع السياسية الـحاضرة للوصول إلى الغاية الأخيرة من عقيدته. وبناءً على أنّ الأستاذ بشارة الـخوري وجماعته وصلوا إلى الـحكم بتأييد الـحزب جرى تفاهم جديد بين الـحزب والـحكومة على أن يتقدم الـحزب ببرنامج سياسي لعمله ضمن «الدولة اللبنانية» يصح أن يكون قاعدة لإعطائه رخصة رسمية بالعمل السياسي الـحر. ولـمّا كان من مكملات ذلك أن لا يظهر الـحزب بـمظهر متحدٍّ «للدولة» التي تعترف حكومتها به وبعمله، فقد اقتصر الـحزب على التسمية الـمختصرة «الـحزب القومي»، باعتبار أنّ قوميته معروفة لا شك فيها. والـحزب في لبنان يعمل ضمن الكيان اللبناني ويتجه الآن نحو تسلّم مقاليد الـحكم في هذه الـمنطقة وهو سيشترك في الانتخابات الـمقبلة التي ستجري سنة .1947 ويجب على فروع الـمهجر تأييد حركته هذه وإمداده بالـمال والأسباب الـممكنة حسب ما يطلب (أنظر لائحة مطاليب الـحزب الـموزعة على الفروع).
يترجّح أن أسافر عائداً إلى الوطن قبل أواسط يناير/كانون الثاني الـمقبل وسأحاول التعريج على سان باولو لـمدة 15 يوماً أو أسبوع إذا أمكن. والطيارة ستمر بريو دي جانيرو في كل حال وسأبرق إلى سان باولو وقد أبرق إليك وإلى طنوس أيضاً فكونوا على اتصال بعضكم ببعض دائماً وليصحب أعمالكم التوفيق. واقبل سلامي القومي ولتحيى سورية.
ملاحظـة: الـمعلومـات عن السفر تبقى بين الـمسؤوليـن، أي موعده وترتيبه. ولتحيى سوريـة.