إلى الرفيق أميـن الأشقر
وكيل منفذ عام منفذية الشاطئ الذهبي
كوماسي
رفيقي العزيز،
تسلمت كتابك الثاني الـمؤرخ في 30 يناير/كانون الثاني الـماضي ووقفت على ما أوردت فيه من آراء. وتسلمت في مطلع هذا الشهر برقيتك العميقة الـمعنى وكان لها أحسن وقع في نفسي.
فيما يختص بأمر خالد أديب الـمطرود فإني أعدّه قد انقضى في كل ما له علاقة بالزعامة وإدارة الـحزب، ولكني رأيت وجوب إرسال الـمعلومات الدالة على احتياله إلى الـمجلس الأعلى للحفظ، لأنّ جميع القضايا والأحكام يجب أن تكون جلية واضحة لا يأتيها الشك من جانب ما، فلا يـمكن إهمال جمع الـمعلومات وحفظها مع كل الوثائق التي يـمكن الوصول إليها لكي لا يكون هنالك سبيل إلى قلب الـحقائق وادعاء الباطل في الـمستقبل. ولـمّا لم يكن قد بلغ الـمجلس الأعلى تفصيل طرد خالد أديب وأسبابه فمن اللازم الآن جعل هذه الـمسألة واضحة أمامه بتفاصيل ووثائق. وهكذا سير القضايا والأحكام في جميع أنحاء العالم المنظم.
لم أعتقد أنّ كتابك السابق، أي الأول، هو تقرير أو بـمثابة تقرير عن حالة منفذية الشاطىء الذهبي من ناحيتها الداخلية والـخارجية، لأنّ التقرير الرسمي يجب أن يختلف عن كتاب خصوصي ترد فيه بعض الـمعلومات، ولأنّ الرفيق ناموس الـمنفذية كان قد ذكر في كتابه الأول إليّ أنه سيرفع تقريراً إليّ وإلى الـمجلس الأعلى.
إنّ الـمدة الطويلة التي انقطعت فيها الاتصالات بين مكتب الزعيم ومنفذيتكم، وفيما بين مكتب الزعيم والـمجالس الـمركزية في الوطن ومنفذية الشاطىء الذهبي، توجب الآن وقد عاد الاتصال من الوجهة الإدارية الضرورية لإدارة الـحزب الـمركزية وضع تقرير رسمي لا بد من أن يشتمل على النقاط التالية:
1 - حالة الـمنفذية ومديرياتها، العقائدية والإدارية والـمالية والإذاعية عند انقطاع الاتصال.
2 - تطور حالة الـمنفذية بعد انقطاع الـمراسلات ويجب أن يتناول ذلك:
أ - العمل الإداري، هل توقف أو شُلّ أو تابع سيره، وفي أية ظروف كان ذلك؟
ب - معنويات الأعضاء وهل تزعزعت أم بقيت قوية، وأسباب ذلك في رأي هيئة الـمنفذية؟
ج - نقص عدد الأعضاء وزيادته، وفي أية ظروف حدث ذلك وأسبابه؟
د - الـحوادث السياسية وغيرها التي مسّت حالة الـمنفذية وأثّرت في كيانها أو سيرها.
هـ - الـحوادث الفردية والـمجموعية الهامّة التي تكوّن جزءاً من تاريخ الـمنفذية والعمل السوري القومي الاجتماعي في الشاطىء الذهبي.
3 - الأعمال الإذاعية والـمالية والسياسية التي قامت بها الـمنفذية.
4 - كم جلسة رسمية مدوّنة عقدت هيئة الـمنفذية، أي هيئة الـموظفين الـمسؤولة العاملة، وكم اجتماعاً عاماً؟
5 - الـمساعدات الـمالية للحركة في الوطن. وغير ذلك، فإذا وضع تقرير عام اشتمل على جميع هذه التفاصيل كان وثيقة هامّة ومستنداً للإدارة الـمركزية في التدابير والإرشادات التي تريد اتخاذها.
ليس رأيك في قضية الـمال بعيداً عن الصواب. فلو كانت معنويات الـحركة القومية الاجتماعية العالية مؤيدة بالـمال للإذاعة والترتيب والتجهيز لكانت النتائج أعظم بكثير مـما حصل حتى الآن. وإنّ مرض أغنيائنا النفسي هو هو مرض فقرائنا، فالوطنية عندهم كلمة في أفواه الـمغنّيـن وفي طروس الكتّاب. وإذا كانت الـحاجة تشجع الفقراء على تأييد الـحركة التي ينتظر منها تغيير الـحال، فليس الأمر كذلك عند الأغنياء. إذ إنّ هؤلاء لا يؤيدون إلا ما أصبح في حكم الـمنتصر، أما القضايا التي لا تزال في الـمعترك فلا يكترثون لها مهما سمت مبادئها وشرفت مناقبها.
بعض أغنيائنا الكبار في البرازيل كانوا يتبارون في أثناء الـحرب الأخيرة، في زيادة الـمبالغ الـمالية التي يتبرعون بها لفرنسة، ما دامت الـحرب قائمة. وبين رفقائنا هناك صناعي مثر وعدد من الذين أحوالهم الـمادية حسنة، وكان في وسع واحد أو اثنيـن أو ثلاثة منهم التبرع بـما يكفي لإنشاء مطبعة لـِ الزوبعة، ولكنهم تقاعسوا وتلكأوا، وهؤلاء هم القوميون فكيف باللاقومييـن؟
لست أدري مبلغ النتائج الفعلية التي ينتظر حصولها من قدوم أحد خطباء الـحزب ومفكريه إلى الشاطىء الذهبي. إنّ رحلة يقوم بها أحد الدعاة الـمفوضيـن يأتي ببعض النتائج، ولكن يحتاج الأمر لتمهيدات واستعدادات. يجب تهيئة الـمال اللازم للرحلة ونفقات الترحال والـحلّ، ويخشى أن لا تتمكن إدارة الـحزب من فتح أي اعتماد لأمر من هذا النوع.
لست أدري هل سفر الرفيق أسد الأشقر إلى أميركانية في مهمة حزبية أم هو رحلة خصوصية. وإني أتوقع أن يتصل عنواني بالرفيق أسد ليكتب إليّ.
أرجو أن تكون وأهلك بخير وصفاء. سلامي القومي لك ولهم وللقومييـن الاجتماعييـن الموجودين عندكم ولعائلاتهم. ولتحيى سورية.