إلى الرفيق نعمان ضو،
كوساتي ــ سان خوان
رفيقي العزيز،
كانت الأيام الأخيرة أيام انهماك، خصوصاً في مسألة الطباعة التي صارت مشكلاً معقداً. وقد كنت باذلاً جهدي لترقيع الأمور إلى أن ينجلي موقف القومييـن هنا وفي البرازيل فيما يختص بـمشروع الـمطبعة. ولكن الـحالة تـحرجت مؤخراً ولم يبقَ سبيل لاستمرار طبع الزوبعة في الوقت الـحاضر. فأصحاب الزمان اتفقوا مع الـمدعو روفائيل لـحود لطبع الدفاع ولتحرير الزمان. ومع اجتهادي لطبع بضعة أعداد أُخر بسبب أنّ أصحاب الـمطبعة عرضوا عليّ ذلك فإنّ الزوبعة قد توقفت الآن، لأنّ الذين عرضوا أخلفوا وعدهم، فسحبت الـمواد التي كنت أرسلتها إليهم وسوف لا أعود لأطبع عندهم. ولا يوجد مطبعة أُخرى يـمكن أو يصلح الاتفاق مع أصحابها.
سأسافر في آخر هذا الأسبوع، السبت أو الأحد، إلى خونيـن للراحة بدعوة الرفقاء هناك، الذين بلغ عددهم العشرين، ويوجد آخرون ينتظرون التذاكر ليسجلوا أنفسهم. سأرى ما يـمكن فعله هناك في صدد الـمطبعة فيوجد بعض الاستعداد عندهم.
منذ بضعة أيام وردني كتاب من الرفيق جبران [مسوح] في كوردبة وفيه أنّ القومييـن الاجتماعييـن هناك قد بلغ اكتتابهم نحو ألف وأربع مائة فاس أرجنتيني. ويـمكن رفع هذا الـمبلغ إلى ألفيـن. والـمطلوب لـمباشرة العمل لا أقلّ من عشرين ألفاً. وأظن هذا الـمبلغ غير مستحيل إذا جرى اهتمام في باقي الفروع، خصوصاً في البرازيل حيث يوجد رفيق كان بإمكانه وحده إنشاء مطبعة بنحو خمسيـن ألف فاس بدون أن يؤثّر على مادياته.
إنّ مشروعك خطر في بالي عدة مرّات، ولم يكن لي وقت للنظر فيه وإعطائه الشكل النهائي، ولم أجد من أقدر أن أوكله إليه. ولا يوجد الآن طريقة عملية غير التبرعات تـجمع بهدوء من الرفقاء والـمحبذين وتكوِّن رأسمالاً صالـحاً لإنشاء مطبعة مستقلة.
إنّ مسألة السفر إلى تشيلي لم تستقم. فلا يوجد بين الـخمسيـن أو الستيـن عضواً في سانتياغو من برز وظهر أنه قادر على تسهيل شيء. سأخابر من جديد لأرى ما يكون. أما زيارتي لسان خوان فأراها عسيرة نوعاً. فسأقضي بعض الوقت في خونيـن ومن هناك سأتوجه، على الأرجح، إلى كوردبة وستصحبني قرينتي وابنتي ثم أعود إلى بوينُس آيرس، لأني لا أظن أنه يحسن أن أغيب أكثر من هذه، ولا أعتقد أنّ جولييت ستقدر أن تغيب عن عملها أكثر من هذا الوقت. ومع ذلك فبعد قضاء الـمدة في خونيـن وكوردبة يـمكن النظر في إمكانية زيارة سان خوان.
هدية الـمشمش اللذيذ وصلت في حينها مرفوقة بشعورك، وسببت لنا سروراً وبهجة. أما ما تـحب أن ترسله في هذا الـموسم فقصدك ينوب عنه، إذ سنكون غائبيـن حتى مارس/آذار وبعد الغياب والعودة يكون لك ما تشاء.
سلامي وسلام جولييت لك ولقرينتك والعائلة مع كل التمني بحسن التوفيق، وأن يكون حضورك والعائلة لقربنا قريباً. ولتحيى سورية.