رفيقي العزيز جميل شوحي،
يصل إليك مع هذا الكتاب قبولي استعفائك من رئاسة اللجنة الإدارية الـموقتة لفرع تشيلي. وإني أريد أن أشكر لك تقديرك شعوري وعدم رغبتي في قبول الاستعفاء، حتى أنك لـجأت إلى الإصرار عليه مقدّماً. والـحقيقة أني لم أكن أرغب في أن أراك تستعفي والعمل التأسيسي في تشيلي لا يزال في بداءته. ولكن شرحك لـحالتك النفسية الـجديدة ووصفك نفسك «بالولع بالـخيالات والأوهام البعيدة عن هذا العالم» وبأنّ قواك «كلها مبعثرة وإيـمانك ضعيف متراخٍ إلى النهاية» أوضح لي ما جعلني أقبل استعفائك آسفاً للضعف الـحاصل لك، وبعدك عن قوة الإيـمان التي لا يبنى شيء بدونها ولا تذلل صعاب.
أتـمنى أن تتمكن من التغلب على حالة الشكوك والأوهام التي تصفها، وأن تكتشف في نفسك قوى جديدة تـجعلك عاملاً نافعاً في الـحركة القومية الاجتماعية التي تقوم بها من الوجهة الروحية والفكرية، وهي الأهم، إذا لم يكن مـمكناً ذلك من الناحية الإدارية. وإني، في كل حال، أرجو لك زيادة السعادة في مطالبك ومساعيك الأدبية وفي حياتك العائلية. وإذا رأيت أنّ يقظة القومية الاجتماعية ستجد مستقراً ثابتاً في نفسك، فإني لا أتبرم بأي موضوع تـحب أن تبحثه معي بقصد الوصول إلى غاية عامة من غايات حركتنا. وفيما سوى ذلك فكل ما تـحب إطلاعي عليه يجد محله من الاحترام عندي، إقبل سلامي القومي. ولتحيى سورية.