إلى السيد يعقوب ناصيف
كويايا - خوخوي
أيها السوري القومي الكريـم،
تسلمت كتابك الـمؤرخ في 21 يوليو/تـموز الـماضي، ونظرت في قوة عقيدتك وعلو همّتك وصدق عزيـمتك وجرأتك، فوجدت هذه الصفات على الـمستوى العالي الذي تريده الإدارة العليا في السورييـن القومييـن الاجتماعييـن. ووجدت أنك في هذه الصفات النبيلة قدوة لكثيرين، فأهنئك من صميم نفسي.
ويسرّني أن أخبرك أني أرسلت إلى الرفيق جبران مسوح، ليبعث إليك بصورة القَسَم وتذكرة العضوية لتوقّعهما، وتؤدي اليميـن أمام نفسك التي أثق بقوّتها وتعيدهما مـمضائيـن إليه، فتصير رفيقاً قومياً اجتماعياً نظامياً بعد أن صرت قومياً اجتماعياً بالفكر والعقيدة. ولم أجد مانعاً من قبولك كونك تـجنست بالـجنسية الأرجنتينية ما دمت قد أعلنت إرادتك الأكيدة أن تبقى سورياً، وأن تعتنق العقيدة القومية الاجتماعية، وتصير رفيقاً عاملاً لها.
سررت بـموهبتك الشعرية وأسلوبك الشعبي الـجميل، وإني أهنّئك بقصيدتك التي نشرت في العدد الأخير من الزوبعة الصادر في مطلع هذا الشهر.
أحال إليّ الرفيق مسوح كتابك إليه الـمؤرخ في 21 يوليو/تـموز لأنظر في الأسئلة التي رأيت أن تلقيها عليه استيضاحاً، وهذا دليل جيد على اهتمامك وتفكيرك في القضايا التي تعالـجها جريدة الـحركة القومية الاجتماعية، وإني أعطيك فيما يلي إيضاحاً لـما سألت:
الـخُنْزُوانية: هي التكبر والـخيلاء.
الـمُجْزِر: هو الذي قارب التلف أو الهلاك.
الكلاسيكي: هو في الأصل الـمنتمي إلى الطبقة الـخاصة، ثم صار يطلق على أصحاب السنّة القديـمة في الفنون والأدب، ويجيء الآن بـمعنى التقليدي، وهو الـمقصود في الـمقالات التي رأيتها فيها.
الزواج في الـمحمدية والـمسيحية والتزاوج: إنّ ما عالـجه الكاتب في «جنون الـخلود» لم يكن عاماً في جميع نواحي الدينيـن الـمذكورين والأحوال الـمدنية الناشئة عن تعاليمهما. ومع ذلك فقد ورد ما يوضح بعض ما تطلب إيضاحه. فقول القرآن: «ولا تنكحوا الـمشركات حتى يؤمنّ، الخ.» ليس ضرورياً أن يشمل الـمسيحيات لوجود نص قرآني يفرّق بين الـمشركيـن وأهل الكتاب. فالـمسيحيون هم «أهل الكتاب»، وقد وردت إشارة في إحدى حلقات البحث تشير إلى هذا النص وتذكره، وإلى أسباب منع التزاوج من مسيحيات بعض القبائل العربية لعدم التأكد من مسيحيتهن، وليس لأنهن مسيحيات.
ويوجد نص قرآني صريح يجيز التزوج من الـمسيحيات. ولكن لا يجوز العكس، أي لا يجوز تزويج الـمحمديات من يسوعييـن، ولكن يـمكن الإفتاء بجوازه. وأما ما ورد في الإنـجيل عن الاعتماد بالـماء والروح وغير ذلك، فلم يدخل في البحث الذي لم يتناول تفسير التعاليم الـمسيحية خصوصاً من الوجهة الـمدنية. هذا هو السبب في عدم تناول هذه النواحي وقد يصير تناولها إذا تقرر توسيع البحث عند تنقيحه.
السوري الـمتدين يـمكنه أن يكون قومياً حقيقياً إذا آمن بـمبادىء الـحزب السوري القومي الاجتماعي، وفصل بيـن الدين والقومية، وبيـن الدين والدولة، وبين رجال الدين والقضاء والسياسة. فالدين يكون له أمراً شخصياً خصوصياً يتعلق بالسماء ويختص بها. فكل من يطبّق التعاليم القومية الاجتماعية ويسير على منهاجها ويخضع لنظام الـحزب السوري القومي الاجتماعي، فهو قومي صحيح ولا نسأله عما يعتقد وراء ذلك.
أهنئك بهذا الاهتمام الدقيق. وأهنئك بإقدامك وإقبالك على الـحركة السورية القومية الاجتماعية التي أرحّب بك إليها متمنياً لك التوفيق.
إقبل سلامي القومي. ولتحيى سورية.