رفيقي وصديقي الشيخ نعمان ضو،
بعد أن وضعت كتابي السابق إليك في البريد قُبيل سفري إلى توكومان، تسلمت كتاباً منك لم أتـمكن من الـجواب عليه. وقد تلقيت كتابك الأخير الـمؤرخ في 15 يوليو/تـموز الـماضي ومعه القصيدة الشعبية(1) التي نشرت في العدد الأخير من الزوبعة الذي صدر في مطلع هذا الشهر.
الراحة التي طلبتها في الـحمامات الـمعدنية ريو اندو كانت قليلة جداً، إذ اضطررت للنظر في شؤون كثيرة في توكومان وسانتياغو. ومع ذلك فإنّ صحتي لم تسوء. إلا أني أصبت بوعكة بعد عودتي بسبب أخذ برد في ليلة قارسة. وقد بقيت في الفراش نحو أسبوع والآن أجدني معافى.
كنت أتوقع الضجة والصخب في بعض الأوساط الشعبية، خصوصاً بعد الـمقال الصريح الشديد الذي كشف النقاب عن مواربات السيد شكيب أرسلان(2)، لأني على علم من تـملّك بعض التقاليد من جماعة البسطاء الـمستسلميـن لها استسلاماً أعمى. ولكني أثق من أنّ الـحقائق ستزيل أوهاماً كثيرة من عدد غير قليل، ولا بد لذلك من بعض الوقت.
سأكون مسروراً جداً بـمشاهدتك والاجتماع بك إذا نفّذت عزمك على الـمجيء إلى بوينُس آيرس. أما قضية العميل الـمديون فيجري بها ما يظهر أنه الأوفق.
قائمة الـمشتركيـن التي أرسلتها إليك هي ما أعتقد أنها تشمل جميع الـمشتركيـن الذين لم يرجعوا الـجريدة. ولا بد من القول إنّ الدفاتر والقوائم غير مضبوطة [...] لأنه لا يوجد من يهتم بهذا الأمر، وأن لا وقت عندي لأخصصه له، ولذلك يوجد تشويش أيضاً في مسألة تاريخ اشتراك كل مشترك، فجبران [مسوح] لم يقيد تاريخ الاشتراك والدفاتر بقيت على ما تسلمتها منه.
سأضع الوصولات للمشتركيـن عندك بالتقريب. ومن أبرز وصولاً أو قال إنه دفع قبل فاقبل منه ما يقول،ومتى ورد الـمقبوض يدوّن لكل مشترك تاريخ الاشتراك الـمطلوب.
في سانتياغو دل استيرو أسند القبض إلى أحد الرفقاء، ديب عبود، فقام بالـمهمة خير قيام وكان سريع التنفيذ. أما مشتركو تنتينا وكمفوقالو فلا أعلم إذا كان يسهل على الـمكلف في سانتياغو قبض الاشتراك منهم.
أتـمنى أن تكون وأهلك وعائلتك بخير. هنا قرينتي وابنتي بصحة جيدة، وقرينتي تشترك معي في إهدائكم جميعاً السلام. ولتحيى سورية.
(1) قصيدة «إلى إيليا أبو ماضي الـمطالب بوصاية الاستعمار». الزوبعة، العدد 49، 1942/8/1.
(2) مقال «ريشة شكيب ارسلان في مهب الدعاوات الأجنبية» أنظر ج 6 ص 110.