رفيقي العزيز الشيخ نعمان ضو،
تأخرت عليك كثيراً هذه الـمرّة، لأنّ الأسباب الـموجبة لهذا التأخير كانت أكثر من سوابقها. منها ما هو مختص بـ الزوبعة وأسماء مشتركيها، ومنها ما هو مختص بالـحركة القومية والأعمال الـجارية، ومنها ما طرأ على صحة الصغيرة صفية من التوعك بسبب البرد واختلال نظام التغذية. وقد صارت صفية أحسن وصحتها الآن تتقدم بسرعة. ثم كان أمر عزمي على زيارة توكومان وسانتياغو دل استيرو في أواسط الشهر الـماضي، فلم أتـمكن بسبب الأشغال وبعض العوائق الأخرى، وقد قررت أن يكون سفري في آخر هذا الأسبوع أو أوائل الأسبوع القادم.
الهديتان الأخيرتان وصلتا. والأخيرة منهما كانت خير ختام لـموسم العنب الذي جعلتنا نراقب أطواره ونحن في الـمدينة.
أما كتاب التعزية فكان له وقعه في نفسي. فالرفيق [جبران قندلفت] الذي غادر العيش لا تعوض خسارته إلا بـمثل الإيـمان القومي والشعور الـحي اللذين صدرا منك ومن عدد غير قليل من القومييـن هنا وفي الـخارج، وهما خير وفاء لروح الفقيد.
وأما كتابك في صدد سلمان جابر فقد أخذت علماً بـما جاء فيه وتوقعت أن تكتب إليّ بعد رجوعك من مندوسة ولم يصلك كتاب مني لعلمك بانفرادي بالعمل وتراكم الأشغال عليّ. وكنت أود أن أراك هنا ثانية، ولكن كنت أتـمنى أن يكون ذلك لغير «ورشة» السيد سلمان جابر الذي لم يبرهن أنه رجل لا في الـخصوصيات ولا في العموميات.
لا أعرف شيئاً عن الـمحامي من عائلة مارون. وأعرف، مـما سمعت، عن الـمحامي إبراهيم عازار، الذي عرفته شخصياً عند والدته السيدة أسما صوايا عازار، أنه جيد. هذا فضلاً عن الكاتب الـحقوقي الذي أشاد به جورج [الـمير]. وأتـمنى أن تتقطع الـمسألة بدون الاضطرار للالتجاء إلى الطرق القانونية الطويلة الـمتعبة للفريقيـن.
الآن يـمكنني أن أفكر بالسفر لأنّ عائلتي بخير. وزوجتي تسألني دائماً عن أخباركم، وتشاركني في تـمنياتي لكم السعادة والتوفيق.
مقالتك «مناظرة»(1) قد تصدر في هذا العدد، وإلا في القادم. الأعداد الـماضية شغلتها [.....] ووجوب الردّ على السيد [عبدالـمسيح] حداد صاحب السائح وغيره كما ترى، فضلاً عن وجوب معالـجة الـمسائل السياسية التي أهملت حيـن الاهتمام «بجنون الـخلود» والأبحاث الأخرى.
لك وللعائلة سلامنا. ولتحيى سورية.
ملاحظة: مرسل إليك مع هذا الكتاب قائمة بأسماء الـمشتركيـن في سان خوان ومندوسة، وإذا كانت لك علاقة بسان لويس فيمكن إرسال أسماء عدد قليل فيها.
(1) مقالة «مناظرة». الزوبعة، العدد 46، 1942/6/15.