الرفيق العزيز جورج،
عندما وردني العدد 82، الأسبوع الـماضي بالبريد الـجوي، ولم أجد فيه أولى الـمقالتيـن اللتين أرسلتهما منذ نحو شهر بالبريد الأرضي الـمسجل وهما بدء سلسلة مقالات بعنوان «جنون الـخلود» تتناول «محاضرة» رشيد الـخوري، بادرت إلى إرسال كتاب بالبريد الـجوي الـمسجل أبيّـن لك فيه أني أرسلت إليك الـمقالتيـن الـمذكورتيـن، وأطلب إخباري إذا كانتا قد وصلتا أم لم تصلا. وبتّ أرقب ورود البريد. وصباح اليوم تسلمت العدد 83 وحده وليس فيه أثر للمقالتيـن. وورود الـجريدة وحدها جعلني أعتقد بوجود تلاعب في البريد وبعدم وصول كتابي إليك. وكنت أرسلت معه كتاباً آخر بالطريقة عينها إلى أخي. ومنه أيضاً لم يردني جواب. وكتابي الأخير إليه هو الكتاب الثاني أو الثالث. ولذلك بادرت إلى مراجعة دائرة البريد هنا، وسأطلب منها مخابرة دائرة بريد سان باولو لـمعرفة ما جرى للرسائل. وأطلب منك، إذا كنت لم تتسلم الـمقاليـن وكتابي الأخير وما قبله أن تطلب من مدير البريد في سان باولو فتح تـحقيق لـمعرفة ماذا يحدث لـمراسلاتك. وإذا كانت الـمسألة كذلك، فإني أعتقد أنّ لـجميل صفدي وأخيه وديع يداً في الأمر، وأنهما يستوليان على الرسائل بطريق الرشوة.
طلبت في كتاب أرسلته إليك قبل الأخير، وكررت في الكتاب الأخير، أن تخبرني عن حالة مجموعة أحرف طباعة حجم 24 يريد صاحب أبي الهول بيعها وبأي سعر للكيلو يـمكن شراؤها، لأننا سنحتاج إليها هنا، لا يوجد مطبعة سورية يـمكن الاعتماد عليها في أي أمر.
إني مرسل إليك مع هذا الكتاب نسخة من العدد الثالث من الزوبعة التي اضطرتنا الظروف هنا لإصدارها. وفيها الـمقال الأول من قلمي بعنوان «الآن فرصتكم» (أنظر ج 4ص 111)، فأطلب نقلها إلى سورية الـجديدة ووضعها في أول «رأي سورية الـجديدة» لأنها هامّة جداً في هذه الظروف، ونقلها عن الزوبعة يقوي معنويات الروح الـجديدة.
أكتفي بذلك الآن وأنتظر بفارغ صبر الـجواب. ولتحيى سورية.