الرفيق العامل ساسيـن حنا ساسيـن،
وردني منذ أسبوع كتابك الأخير الـمؤرخ في 10 أغسطس/آب الـماضي. وقد أخرت الإجابة عليه بانتظار بعض أمور.
السيد رافلس: بعد أول كتاب تسلمته من السيد رافلس أجبته عليه، ثم تسلمت جواباً منه أجبت عليه برسالة أرسلت نسخة مسجلة بالبريد الـجوي. وبدلاً من أن يردني جواب على رسالتي الثانية تسلمت نسخة من الـجواب السابق الأمر الذي دلّ على عدم وصول رسالتي إلى السيد رافلس. وسأرسل نسخة جديدة من رسالتي إليه عسى أن تصل هذه الـمرة.
علاقاتنا مع إسبانية: متى كتبت إلى السيد رافلس فبلّغه أني أنظر بارتياح إلى إنشاء علاقات ودية ثابتة بين الـحركة السورية القومية وإسبانية القومية. وأنّ ذلك يكون مـمكناً بتعييـن أشخاص من الطرفيـن للقيام بالـمخابرة التمهيدية ووضع أساس التفاهم.
رسائلك: وصلت، ومنها برقيتك في أول مارس/آذار الـماضي الـحاملة شعورك الـحي، والكتاب الـمرسل بواسطة الرفيق إميل بندقي، ثم الكتابان الـمرسلان بواسطة الرفيق [جبران] مسوح.
الزوبعة: كان انقطع إرسالها إليك لبعض الـخلل في العنوانات وتغيّب الرفيق مسوح، وقد أعيد الإرسال وستصل بالبريد العادي.
أما أمر الـمدعو فريد نزها فقد انتهى من زمان إذ توقف «إعصاره» بعد العدد الثالث ولم يلاقِ غير السخرية من الناس والإستهجان. وهو نفعي ضيق النظر، وكل مسألته تنحصر في حسده للرفيق مسوح بسبب توليتي إياه إدارة الزوبعة، في حيـن كان يتوقع أن يُعتمد هو لها وتصير الـجريدة تـحت إدارته وتصرّفه. وهو ليس أهلاً لشيء من ذلك وليس محل ثقة. فحاول أن يحمل على جبران أولاً، فلما رأى تأييدي لـجبران انتهز فرصة قدوم رشيد الـخوري إلى الأرجنتيـن للقيام بحملة عليّ، ولكن هذه الـحملة كانت حقيرة ولم تصل إلى شيء. وقد نسيها الناس بالـمرّة وكانت سبباً في انعدام ذكر نزها.
العفو: وردت برقية تفيد أنّ الأركان الذين كانوا في السجن في بيروت استعادوا حريتهم. وهذا حادث هام، فضلاً عن أنه خبر مفرح. أما الـموقف الذي تقفه الـحركة فلا يزال كما كان بتوجيه العناية إلى العمل الداخلي وتوحيد روحية الشعب، لأنّ هذا هو الأساس، ليكون مستعداً لاغتنام الفرص الـمقبلة.
التبرعات: يحسن جمع تبرعات وإرسالها إلى القومييـن. والأفضل الاهتمام بالـحرية قبل الـخبز، لأن الـحرية تؤمّن الـخبز، أما الـخبز فلا يؤمّن الـحرية. ويـمكن إرسال الـمال على هذا العنوان.
وعسى أن تتوفقوا.
سلامي لك وللعائلة والرفقاء ولتحيى سورية.