رفيقي العزيز وليم بحليس،
في التاسع من شهر ديسمبر/كانون الأول الـحاضر كتبت إليك خصوصياً وإدارياً، ووجهت بلاغاً إلى أعضاء مديرية سان باولو، ونظرت في أمر الرفيق [إلياس] فاخوري.
وموعد وصول البريد إليك كان بين 15 و16 من الشهر الـمذكور، لأني أرسلت الكتب بالبريد العادي نظراً لطولها وتعددها. وكان يجب أن يبلغني خبر وصولها قبل اليوم لأطمئن وأعلم أنّ العمل بـما ورد فيها سيجري. ولـمّا كان غد آخر الشهر وفي صباحه تسافر طيارة بطريق البرازيل رأيت أن أرسل هذا الكتاب الصغير لأثبت لك الكتب الـمرسلة ولأذكّرك بوجوب إخباري بسرعة عن وصولها.
وبهذه الـمناسبة أقول لك إنه عندما تردك رسائل ذات أهمية، ولكن إعطاء النتائج الـمطلوبة فيها يقتضي وقتاً طويلاً، فمن اللازم إعطاء علم وخبر في الـحال من غير انتظار إعداد النتائج.
وأذكّرك كذلك، أنّ ما أرسل الرفيق [جبران] مسوح يذكّر قوميي البرازيل به لأجل مكتب الزعيم هو ضرورة وليس من الكماليات التي يـمكن الصبر عليها. وقد جاء من البرازيل مؤخراً أحد أنسباء نديـم عبود. ولكن إذا لم تكن هنالك فرصة لقدوم شخص آخر فيمكن التفاهم مع السيد أنيس راسي الذي صار له علاقات تـجارية هنا على كيفية إرسال الـمال. وقد تسلمت من منفّذ مينس كتاباً يقول إنه حوّل إليك مبلغ ألفي ملريس (2000$) لترسل إلي. وهذا الـمال ضروري وإني أنتظره، لأنّ الزوبعة ستحتاج إلى مال والورق قد ارتفع ثمنه وطبع أوراق رسمية للمكتب قد كلّف والبريد يكلّف والتنقلات في الـمدينة تكلّف والـمدخول هنا قليل. فيجب الإسراع في إيصال الـمال الوارد.
أتـمنى أن تكون الأمور الداخلية تسهلت أو انـجلت. وجلاؤها على أي وجه كان يهمني أكثر من بقاء العلل والـمشاكل، ولذلك جعلت كلامي صريحاً كل الصراحة ليعرف كل امرىء حده وواجبه. وإنّ مهمتي الكبرى هي القيادة، وليس التمريض من الأعمال التي يـمكنّي بذل وقت كبير فيها.
أتـمنى لك سنة جديدة سعيدة أنت وعائلتك، وعسى أن يردني في مطلع السنة الـمقبلة بشائر التقدم منك. ولتحيى سورية.