عزيزي الشيخ نعمان ضو،
كنت في الـمدة الأخيرة غارقاً في شؤون من أنواع عديدة، حتى أني لا أدري إذا كنت كتبت إليك بعد كتابك الأخير إليّ الذي أرسلت معه حوالة مالية. ولكني لم أغفل ذكرك، خصوصاً بعد الذي أخبرتني من أضرار الزلازل وأنك والعائلة تبيتون في خيام إتّقاء تهدم المنازل. وقد كان أسفي عظيماً لهذه الـحالة الصعبة ووددت لو كان باستطاعتي فعل شيء يكون به تخفيف الـحالة. ولكن هذه الظروف مصابة بلعنة.
ومن أشد النكد على الـحر أعمال الـمتاجرة بالوطنية الـجارية على صفحات الـجرائد السورية في هذه الـجمهورية. فهذه الـجرائد قد أعلنت سوق الـمضاربة وكل واحدة تدّعي أنها هي التي ستجلب الاستقلال، كأنّ الاستقلال نوع من الأقمشة. فهل نضب معين الـحرية من قلب جميع السورييـن في هذه البلاد حتى يبصروا كل هذه الـخزعبلات ويسكتوا كأن الأمر لا يعنيهم؟
أود أن أعلم أخبارك وأتـمنى أن تكون الشدة زالت وخرجت والعائلة بسلام. فاقبل سلامي وسلام قرينتي لكم جميعاً. ولتحيى سورية.