رفيقي العزيز وليم بحليس،
لم أرسل إليك الإثنيـن الـماضي كتاباً ولكني أرسلت كتاباً الـخميس الـماضي جواباً على كتابك الذي تطلعني فيه على موقف السيدين بندقي. والذي أراه الآن أنه إذا لم توفق الـمساعي لـجعل سورية الـجديدة الـجريدة السورية الدائمة، فقد لا يفيد إعادة إصدارها بضعة أعداد أخرى. ويـمكن اعتبار موقف فؤاد وتوفيق بندقي سبباً كافياً لعدم تسديد شيء لهما. فمقاومتهما وغشّهما هما سببان كافيان وثمن كاف. وفيما بعد يصير حساب آخر.
وردني اليوم كتب من الـمنفّذ العام، فوجدت أنّ روحيته لم تتغير، وقد كتبت إليه الآن بالبريد الـجوي وأفضيت إليه بـمعلومات سياسية هامة، منها ما يتعلق بـمخابرة الـحكومة الإسبانية لي وعرضها عليّ أن يكون الـمؤتـمر السوري القومي في إسبانية. وقلت له إنه يحسن أن يطلعك والناموس العام على ما جاء في كتابي. وأطلعته أيضاً على أنّ حكومة الدولة حيث تصدر الرسائل [ألـمانية] قصدت الاتصال بي من زمان، ولكن الرفيق القومي الذي كان الواسطة طلب، غلطاً، جعل الـمخابرة في ريو فكلفت أخي، في ذلك الـحيـن، السفر إلى الريو لـمقابلة الـمكلف فلم يكن هناك بل كان غائباً عنها فترك له كتاباً ولم يحصل على جواب. والسبب قد يكون لعدم وثـوق الـمكلف من الشخص. فإذا لم أوفق في السفر إلى البرازيل للنزهة فسأكتب إلى الـمنفّذ العام وأعطيه توجيهات وتعليمات للعمل بـموجبها، وقد أكلفك أنت أيضاً السفر إلى الريو.
بيّنت هذه الأمور لأجعلكم على بعض الاطلاع من خطورة الـموقف، ولتروا ضرورة القيام بـمساع كبيرة لتحقيق بعض أقسام الـخطة السياسية، وقريباً أعود فأكتب إليك. عسى أن تكون بخير وموفقاً في مساعيك. ولتحيى سورية.
إذا لم يكن أمل من إعادة إصدار الـجريدة فأرسل إليّ قائمة الـمشتركيـن.
يجب الاهتمام الـجدي بـمسألة الأوراق الـموجودة عند جميل صفدي.