آخر مرة كتبت إليكم كانت منذ نحو ثلاثة أشهر وبالبريد الـجوي. ووعدتكم بإرسال منهاج الـمؤتـمر الذي قررتـم عقده. ثم وردني كتاب منكم يفيد عن حصول اختلافات داخلية بين بعض الأعضاء وقيام واحد يتهمكم بأمور تتبرأون منها.
وبينما أنا أحاول إنهاء بعض الأعمال لأتفرغ لـمراسلتكم في الأمور الهامّة الـمطلوبة منكم وللنظر في الـخلاف الذي حصل، حدثت هنا أمور استوجبت توجيه كل اهتمامي، وبعد السفر إلى فرقمينة لإلقاء الـمحاضرة الأخيرة اضطررت بعد عودتي للقيام برحلة مستعجلة إلى مناطق الداخلية للنظر في أمور هامّة واستغرقت الرحلة نحو شهر. ثم أخذت الدلائل تدل على قرب وقوع حوادث خطيرة في الوطن فانصرف اهتمامي إلى الـمخابرات في هذه الناحية وليس في مكتبي مساعد كتابي أكلفه وضع الأمور التي أفكر بها. حتى الرفيق جبران مسوح مرض في الأشهر الأخيرة وترك حملاً كبيراً.
لـماذا انقطعت عني La Tempestad.
مع كل ذلك فقد توقعت ورود أخبار جديدة منكم ولكن على غير طائل. فاستغربت الأمر جداً. لأنه إذا كان الـمكتب الأعلى لم يخابركم فهو ليس مسؤولاً تـجاهكم، وعدم مخابرته لا تـمنعكم ولا تـجوز لكم التمنع عن القيام بواجباتكم وإرسال التقارير والأخبار في حينها، فإنّ الدوائر العليا قد يعرض لها أمور ليست في علم الدوائر الدنيا. فالنظام يقضي بتتميم الواجبات بصرف النظر عن موقف الدوائر العليا.
وقد وردني كتاب من الأمين فخري معلوف يفيدني أنه لم يستلم كتاباً قط منكم في شأن ماكنة كتابة سورية. وكنتم ذكرتـم لي في كتاب سابق أنكم كتبتم إليه تخابرونه في أمر ماكنة وتطلبون منه أن يخبركم كم تكلف واصلة إليّ.
ولاحظت من الـمبلغ الذي أرسلتموه في أول مارس/آذار الـماضي وهو 100 دولار، أنّ هذا الـمبلغ لا ينطبق على 700 ريال مكسيكي التي قلتم إنها كانت موجودة في صندوق الـمنفذية، وطلبت منكم إرسالها كلها، فأريد معرفة السبب، وماذا حصل فيما بعد في أمر الاشتراكات الـحزبية؟ الظروف الـحاضرة توافق لعقد مؤتـمر واسع إذا كانت عندكم الاستعدادات اللازمة. فخابروني لأهتم بهذه الناحية.
تأخر قيام الزوبعة بحملتها في سبيل الـمسجونيـن بسبب اهتمامها بـمحاربة أباطيل أعداء القضية، والآن قد فرغت من القسم الأكبر، وكان آخرهم إيليا أبو ماضي صاحب السمير. فأريد معرفة أخباركم بسرعة. سلامي لكم وللرفقاء العامليـن.