رفيقي العزيز وليم بحليس،
وردني اليوم العدد الأخير من سورية الـجديدة بالطيارة، العدد 115. ولم يردني كتاب منك فلم أدرِ إذا كان كتابي الأخير الذي أرسلته إليك الأسبوع الـماضي على عنوان صندوق بريد أخي قد وصل إليك.
عطفاً على كتابي السابق وفيما يختص بإدارة سورية الـجديدة أقول:
لـجنة الإدارة العملية: بـما أني قد أرسلت أوراق تعييـن هذه اللجنة منذ نحو شهرين أو أكثر، فأصبح من اللازم أن يجتمع أعضاؤها كل مدة لا تزيد على 20 يوماً لدرس وضعية الـجريدة وتقرير ما يلزم.
سياسة الـمشتركيـن: أنت لم تعالج الصحافة السورية من قبل، ولذلك لم تـحصل على الاختبار الذي يكشف لك نفسية السورييـن القديـمة. ولذلك كانت اختباراتك الـجديدة مؤلـمة، حتى مع القومييـن. وفي صدد هؤلاء أقول إنّ الذين انضموا إلى الـحركة القومية لا يزالون مادة خام ويحتاجون إلى معالـجة وصهر وصقل، وهذا يجب أن يكون عمل الإدارة والإذاعة الداخلي: تعليم حديثي القومية كيف يكونون قومييـن عملييـن نافعيـن. أما مسألة الـمشتركيـن عموماً فأضيف إلى ما قلته سابقاً أنه يلزم الاتصال الشخصي بهم بين الفينة والفينة. وكما أنه إذا أمكنك أنت شخصياً القيام بجولة في الداخلية فذلك يكون مفيداً جداً، ليس فقط للجريدة بل للحركة القومية أيضاً. ومتى قويت الـمنظمة أمكن تقوية مؤسستها الإذاعية.
كان الرفيق [جبران] مسوح مؤخراً مريضاً، وهو لا يزال باقياً في توكومان عند عائلته. وكانت أشغالي الـمتأخرة ولا تزال كثيرة فلم أستطع الاهتمام بأمر الرابطة، فعسى أن أتـمكن من ذلك في هذا الأسبوع. كنت كتبت إليك أن تدرس إمكانية انتقالك إلى الأرجنتيـن فيما لو نفّذ عزم رئيس حكومة البرازيل في صدد الـجرائد الأجنبية وفرض اللغة البرازيلية عليها. فهل درست شيئاً من ذلك؟ قد أكتب مرة أخرى هذا الأسبوع.
سلامي لك وللعائلة وللرفقاء. ولتحيى سورية.
إلى ساسيــن حنـــا ساسيــن
1941/6/11
الرفيق العامل العزيز ساسيـن حنا ساسيـن،
تسلمت كتابك الـمؤرخ في 18 ديسمبر/كانون الأول الـماضي متأخراً وقد وصل إليّ على يد الرفيق إميل بندقي. وكان قد وصل إليّ كتابك السابق الذي تطلعني فيه على مساعيك مع «جمعية التقارب الإسباني العربي». وقد تأخر جوابي إليك إلى الآن بسبب كثرة الأشغال واضطراري للقيام بجولة مؤخراً استغرقت نحو شهر. وبعد سفر الرفيق أسد الأشقر منذ نحو سنتيـن وأنا لا أحظى بـمن يقدر على القيام بقسم من الأعمال الكتابية التي كان يقدر على القيام بها.
في خلال الأشهر الـماضية تـم الاتصال بيني وبين السيد [أنريكي] رافلس، ناموس الشرق الأدنى والأقطار العربية في وزارة الداخلية الإسبانية، وبعد جوابه إليّ في صدد الـمؤتـمر أصابتني وعكة وأشار عليّ طبيبي بوجوب قضاء نحو ثلاثة أشهر متنزهاً في تلول ولاية كوردبة من هذه الـجمهورية. ومع ذلك فقد وضعت جوابي على كتاب السيد رافلس من مقر راحتي وأرسلت إلى بوينُس آيرس ليضعوه بالبريد الـجوي الـمسجل وقد وضع في البريد. ولكن الظاهر أنه لم يصل. وإني سأرسل نسخة منه في البريد القادم إلى السيد رافلس. وقد أرسل إليك نسخة منه لإطلاعك.
كان بودّي السفر إلى إسبانية سواء أعقد الـمؤتـمر أم لم يعقد. ولكن عرضت مسائل كثيرة في هذه الأثناء أوجبت اهتمامي. وظلت مسألة ماذا يحدث بعد وصولي إلى إسبانية تـحت النظر. فقد لا يكون موافقاً أن أبقى بعيداً عن أوساط السورييـن الـمهاجرين.
أما أمر الـمؤتـمر فقد وجدنا تأجيله نظراً لانقطاع الـمعلومات الأخيرة من الوطن، ولكنّي أرى أنه يجب الاستمرار في العلاقات الـجيدة مع الـحكومة الإسبانية لأنّ هنالك نقاطـاً هامّة يـمكن حصول التعاون بيننا وبينها عليها. فإذا أمكنك أن تبلّغ السيد رافلس ذلك كان حسناً.
إطّلعت في عدد صدر مؤخراً في الـمكسيك من مجلة الفرع القومي هناك أنّ دوائر الإذاعة الإسبانية أرسلت إلى الـمجلة الـمذكورة مواد إذاعية للنشر. وقد تسرعت الـمجلة ونشرت رداً قاسي اللهجة، رافضة نشر شيء. وكان الأفضل لو أنّ هذه الدوائر اتصلت بـمرجع أعلى أولاً للتفاهم على التعاون في هذا السبيل. وإني أكلفك الاهتمام بذلك وإبلاغي ما هي مطاليب الـحكومة الإسبانية وماذا يـمكنها أن تفعل لنا مقابل ذلك.
سلامي لك وللعائلة وللرفقاء. ولتحيى سورية.