الرفيق العزيز فارس بطرس،
إنّ شعورك بضرورة إيجاد صلة مباشرة لك بي، وتوثيق الرابطة التي تـجمع بيـن الزعيم ورفقائه، دلّني على دقة تـحسسك الأمور الـجوهرية وإدراكك العالي لدواعي الـحركة القومية وعواملها.
كان الرفيق إلياس فاخوري قد ذكرك لي أكثر من مرة. ثم قرأت منثوراتك في سورية الـجديدة فوجدتك على درجة عالية من الـحيوية وجاء كتابك يثبت ذلك.
سرّني كثيراً أن أجد إيـمانك مقروناً بالعزيـمة الصادقة وأن أجد طموح الـحركة القومية يتجلى في عباراتك.
القوة الروحية هي الفاعل الفاصل في تقرير مصير الأمـم والنهضات القومية. والـحركة التي يكون لـجنودها هذه الروحية الظاهرة في كل سطر من سطور كتابك هي حركة قد قُضي أن يكون النصر مصيرها.
فأهنئك بيقظتك ووعيك وبالقدوة الروحية التي تقدّمها لرفقائك.
بقي أن ألفت نظـرك إلى وجوب الاهتمـام بالشؤون التنظيمية أكثر من الصور الأدبية، وإلى وجوب التخصص في ناحية من النواحي الـمفيدة عملياً للحركة، كالناحية الاقتصادية أو الناحية القانونية أو الناحية الـجندية أو الناحية الـمالية أو غيرها، لسد الفراغ في توزيع الأعمال على الأكفّاء للاضطلاع بالأعباء.
واجعل روحيتك تعدي غيرك فتنشط الاجتماعات التي يزيد فيها التفاهم، وتتوضح الـمسائل التي على القومييـن مواجهتها ومعالـجتها.
أتـمنى أن تكون موفقاً في أعمالك الـخصوصية وناجحاً في عملك القومي. إقبل سلامي القومي وبلّغه لأخيك الرفيق هلال الذي عندي بعض الـخبر عن إخلاصه وغيرته. ولتحيى سورية.