الرفيق جورج بندقي،
قد استغربت كثيراً موقفك في الكتاب الـمكتوب بخط يدك، الـمؤرخ في 4 يناير/كانون الثاني الـحاضر، وهو وقوفك مع إبنيّ عمك الرفيقيـن فؤاد وتوفيق بندقي موقف فريق واحد، مع أنّ وظيفتك وعملك في سورية الـجديدة هما بتكليف حزبي ولا صفة مستقلة لهما عن إرادة الـحزب ضمن نظامه. وزاد استغرابي أنك لم تـجبني على كتاب أرسلته إليك في نوفمبر/تشرين الثاني الـماضي أطلب فيه الوقوف على رأيك في مسألة مصير الـجريدة.
وقد أجبت الرفيقيـن فؤاد وتوفيق، رافضاً اعتبار وجودك كأحد أصحاب الشأن الأول معهما. وبـما أنّ موقفك هو موقف حزبي وليست له أية صفة أخرى، كما كان لـموقف إبنيّ عمك اللذين صارا شريكيـن في الـجريدة من غير أن يكونا قومييـن، فلا أقبل الاعتراف لك بأية صفة غير هذه الصفة. فإذا كانت لك أية رغبة في الـخروج على النظام الـحزبي فليكن ذلك واضحاً ولي أنا رأساً. أما إذا كنت وضعت توقيعك مع توقيعي إبنيّ عمك من غير علم بـمعنى هذا الوضع، أو لأسباب لا إرادة أو رغبة لك فيها، فيجب إيضاح ذلك لي بسرعة لأكون على بيّنة من الـحالة.
وبما أنّ إبنيّ عمك فؤاد وتوفيق قد انسحبا من شراكتهما في سورية الـجديدة نهائياً حسبما بلّغاني في الكتاب الـمذكور، فلم يبقَ لك ما يجب اعتباره غير علاقتك بالـمراجع الـحزبية، وكل موقف ترغب في اتخاذه يجب أن يكون باطلاع هذه الـمراجع وبعد موافقتها.
ولـمّا كانت مسألة مخابرة الرفيقيـن فؤاد وتوفيق قد انتهت وكان كل ما أرسل من تعليمات سابقة هو بقصد الوصول إلى نتيجة حاسمة في جميع الـمسائل الـمعلقة، فإني أتـجه الآن إلى معالـجة أمر وجودك في الـجريدة والاعتماد عليك كصاحب الامتياز الإسمي بأمر الـحزب. وإنّ النظر في قيامك حتى الآن بهذه الـمهمة يعطي تقديراً غير التقدير الذي يعطيه النظر في تصرّفك «كمدير شؤون» للجريدة.
فأنت كمدير منفّذ أوجبت الظروف اعتمادك خارج صلاحيات «مدير الشؤون» الـمحدودة، قد صدر منك بعض تقصير في تنفيذ جميع التعليمات الـمرسلة إليك ولكنك كصاحب امتياز الـجريدة لـمصلحة الـحزب كنت متمماً جميع الشروط المطلوبة.وقد دعتني ظروفك مع إبنيّ عمك الرفيقين فؤاد وتوفيق إلى الإغضاء عن بعض القصور. وهذا قد انتهى أمره الآن. ولذلك فإنّ في نيتي اعتمادك في الامتياز على الأقل إذا كانت ظروفك لا تسمح بأكثر من ذلك. وإني أعلم استمرار ظروفك في الـمطبعة وما يوجبه ذلك عليك من الأخذ ببعض الاعتبارات، ولذلك أريد أن تبدي لي موقفك وعزمك بصراحة.
ومهما يكن من شيء فيجب عليك البقاء ولو بصفة سرية صاحب امتياز سورية الـجديدة حتى أكون قد بتتّ بأمرك بعد الوقوف على موقفك وعزمك، إني أطلب منك جواباً سريعاً لأعلم ما يـمكن فعله.
أقبل تهانئك بالعام الـجديد بسرور، وأتـمنى لـك الصحـة الـحسنـة والتوفيـق. ولتحيى سورية.