إلى الرفيق جورج جورج،
منفذ القدس العام
أيها الرفيق العزيز،
إنّ اجتهادك في سبيل القضية القومية الاجتماعية الـمقدسة وغيرتك عليها قد وصل خبرهما إليّ، وبلغ علمي ما كان لهما من الأثر في تقدّم العمل القومي الاجتماعي في منطقة القدس. وقد أمضيت، من بضعة أيام، مرسوماً بإنشاء منفذية عامة في القدس وبتعيينك منفّذاً عاماً لها والـمرسوم ستتبلغه بالطريقة الـمعتادة.
إنّ تولّيـك مهـام منفـّذ عـام يـأتي في ظـروف غير اعتياديـة من الوجهتيـن الـحزبيـة الداخلية والقومية العامة. وستواجه من الوجهة الأولى حالة قد لا تـكون تنتظرهـا، مع أنهـا كانـت منتظرة هنـا في الـمركز وهي حالة انقلاب السيد فايز صايغ النظامي بعد انقلابه العقائـدي.
إنّ السيد فايز صايغ عمل، منذ تولّيه عمدة الثقافة أولاً ثم عمدة الإذاعة، في مدة غيابي، لعقائد ومبادىء مخالفة للعقيدة القومية الاجتماعية وهدامة لها هي عقيدة الفردية أو الشخصية الفردية غير الـمرتبطة ارتباطاً طبيعياً بالأمة وشخصيتها. وهذه العقيدة الغريبة هي عقيدة صاحب مذهب ديني فردي يدعى كركيغارد وفوضوي ديني روسي يدعى برديايف. وقد عمل السيد فايز صايغ طوال مدة وجوده في الإدارة الـحزبية على ترجمة أفكار هذين الكاتبيـن الأجنبييـن إلى لغتنا كتعاليم جديدة يعلّمها هو.
وهي موجودة في كتاباته، خصوصاً محاضرة «الهدف» التي يترجم فيها أفكار برديايف ويقول «إنّ غاية الـمجتمع الشخص» أي أنّ الـمجتمع وسيلة للشخص، وأنّ الفرد ليس من الـمجتمع، بل من الله أو من نفسه، وأنّ غايته ليست تـحقيق خير الـمجتمع، بل «تـحقيق نفسه»، الخ. وقد طلبت من السيد صايغ التوقف عن بث مثل تلك التعاليم الفاسدة الهدامة للقومية ولعقيدتنا القومية الاجتماعية، فتظاهر أولاً بالقبول، ثم لـجأ إلى الانقلاب النظامي سراً وأخذ يثير مسائل حاول أن يستر بها حقيقة موقفه. وقد صدرت تعليمات باعتباره موقوفاً عن مـمارسة حقوق العضوية ومسألته الآن تدرس للبتّ النهائي. فليكن ذلك معلوماً عندك وعند الرفقاء الـمخلصيـن.
أهنئك بنتائج جهادك وأتـمنى لك التوفيق في مهمتك الـجديدة. ولتحيى سورية.