إلى الرفيق يوسف صايغ، الـمفوض الإداري لفلسطيـن الـمحترم
القدس - فلسطيـن
أيها الرفيق العزيز،
إنّ نظري في الترتيبات الـحزبية الإدارية التي نشأت في غيابي أوضح لي عدم صلاح الكثير منها للقيام بالأعباء الإدارية والسياسية على الوجه الأكمل وعلى الـخطط الإدارية والسياسية الأساسية الـمقرر من قبل السير عليها. لذلك رأيت إلغاء الكثير من الترتيبات الـمذكورة تـمهيداً لإعداد ترتيبات أخرى تكون أكثر انطباقاً على نظام الـحزب وخططه ووحدة إدارته الـمركزية.
ولا بد أنكم قرأتـم في عدد نشرة عمدة الإذاعة خبر صدور الـمراسيم الـمختصة بإبطال الـمستحدثات الإدارية والسياسية الشاذة التي وضعت موضع التنفيذ أثناء غيابي.
في جملة الترتيبات الـملغاة ترتيب الـمفوضيات لـمختلف الـمناطق. ومن هذه الـمفوضيات الـمفوضية لفلسطيـن الـمسندة إليكم، وستتبلغون إذا لم تكونوا قد تبلغتم حتى الآن، الأحكام التي تشتمل على إلغاء مفوضية فلسطيـن.
إني كما قلت قد اتخذت هذا التدبير تـمهيداً لإحداث ترتيبات أوفى بالغرض، وأودّ كثيراً لو أمكنكم مع بعض العامليـن الإدارييـن والسياسييـن في فلسطيـن القدوم إلى الـمركز للمباحثة معكم في صدد الترتيبات والتعيينات التي ستتقرر لهذه الـمنطقة. وعلى سبيل الـمعلومات أخبركم أنّ الإدارة ستعود إلى مركزيتها التامة وما سيرتب إلى كل منطقة بالنسبة إلى أحوالها ووضعها السياسي يكون مختصاً بالناحية السياسية فقط، ويجب أن يبقى ضمن الأعمال السياسية، فيكون لكل منطقة شعبة سياسية ذات واجبات معيّنة تهتم بالوضع السياسي والـحركات السياسية في الـمنطقة، ويكون مرجعها الـمكتب السياسي الـمركزي
. فإذا لم يكن مـمكناً قدومكم مع بعض الرفاق العامليـن للبحث في عمل الـمؤسسة السياسية ودرس الـحالة الإدارية - السياسية في الـمنطقة، فأطلب أن تدلوا بـمعلوماتكم واقتراحاتكم في تقرير أو كتاب يتناول النقاط الضرورية لـمعالجة الـحالة ولشقّ طريق العمل القومي الاجتماعي وتوسيع نطاقه في الـمنطقة الفلسطينية.
الآن وقد انتهت مهمتكم في عمل الـمفوضية التي ألغيت أهنئكم باستحقاق بـما قمتم به من مجهودات الأعمال لـخير القضية القومية الاجتماعية وتقدّم الـحركة القائمة بها. وأنتظر أن يستمر تعاونكم الـمقدّر أن تؤدوا نتائج جديدة عن طريق الترتيبات التي ستقرر.
إقبلوا سلامي القومي. ودمتم للحق والـجهاد. ولتحيى سورية.