حضرة عميد الإذاعة الـمحترم،
صدر في نشرة عمدة الإذاعة بتاريخ 15 أغسطس/آب تـحديداً للفرق بين الإذاعة والدعاوة يقول إنّ الإذاعة صفتها إذاعة الـحقائق كما هي، وإنّ الدعاوة هي دائماً في الغالب لـما ليس حقيقياً.
إنني أرى هذا التحديد مثل تـحديدات أخرى سابقة استبدادية الصفة ويحتاج إلى تدقيق قبل إذاعته في نشرة الإذاعة التي تعتبر عند القومييـن مصدراً لأخذ التحديدات كاصطلاح حزبي عام مقرر ومفروغ منه.
إنّ الاختلاف بين الإذاعة والدعاوة يـمكن أن يكون في مبلغ التعميم ومبلغ الاختصاص بين مدلول اللفظة الواحدة ومدلول اللفظة الثانية. أما الأغراض التي يستعمل لها أحد اللفظيـن فهي تخضع لـحكم الفساد أو الصحة بقدر ما تـحتوي عليه من باطل أو حقيقة. الدعاوة التي هي إسم أو مصدر للدعوة إلى الشيء، قضية أو فكر أو أمر، يـمكن أن تكون صحيحة ويـمكن أن تكون باطلة، والإذاعة التي تختلف عن الدعاوة باختصاصها بإذاعة الـحقائق لها بغير الدعاوة لها هي أيضاً قد تستخدم لأغراض فيها شيء كثير من الصحة أو من الباطل.
أودّ كثيراً أن تعرضوا عليّ قبل النشر مثل هذه التحديدات الـجازمة في النشرة الـحزبية الرسمية الداخلية، أو أن تطرحوها في جلسة لـمجلس العمد يحضرها الزعيم، أو أن تعرض عليّ بعد مرورها في جلسة العمد إذا لم أتـمكن من حضورها.
وتفضلوا بقبول سلامي القومي ولتحيى سورية.