حضرة العميد الـمحترم،
تسلمت تقريركم عن رحلتكم إلى محافظة اللاذقية، وملاحظاتكم في أحوال منفذياتها ومراكز نشاطها، وكما تعلمون قد قرأت بنفسي هذا التقرير في جلسة مجلس العمد الـمنعقدة في العشرين من أغسطس/آب الـحاضر وأشرت عليكم في الـجلسة الـمذكورة بتقديـم نسخة من كل تقرير ذي صفة إدارية عامة إلى مجلس العمد للاستفادة من الـمعلومات والـملاحظات الواردة فيه والتي تكون غالباً ذات مساس أو علاقة بنشاط غير عمدة واحدة.
أثبت في جوابي هذا الـملاحظات التي أجريتها في جلسة مجلس العمد الـمذكورة على ما ورد في تقريركم، وأقرّ ملاحظتي حضرة عميد الإذاعة والثقافة في صدد النقص الذي سببه عدم ذكركم للأعمال التي قمتم بها في الـمحافظة الـمذكورة في رحلتكم، وحضرة عميد التدريب في صدد عدم ذكركم الداعي إلى اقتراحكم إبدال الرفيق أديب قدورة به، وأكمل ملاحظاتي على التقرير كما يأتي:
تقولون في صدد منفذية «حزور» إنكم قررتـم بناءً على درسكم لـحالة منطقة «حزور» فصلها عن منفذية صافيتا وإعادة تشكيلها منفذية عامة باسم منفذية حزور (الـمشتى). فأرى أنّ هذا النص غير صحيح دستورياً وأنّ الصواب أن تقولوا إنكم قررتـم اقتراح فصل هذه الـمنطقة وإعادة تشكيلها منفذية عامة كما ذكرتـم، إذ إنّ إنشاء الـمنفذيات وتـحديد الـمناطق هما من صلاحيات الزعامة ويجب مراعاة هذه الأحكام. كما أني ألفت نظركم إلى عدم جواز تنفيذ مثل هذه الـمشاريع بخرق الصلاحيات الدستورية. بناءً عليه أرى وجوب إفهام من يلزم أنّ التدابير التي اتخذتـموها بهذا الـمعنى كانت تدابير موقتة على مسؤوليتكم بانتظار موافقة الزعيم على اقتراحكم وإصدار مرسوم بهذا الـمعنى.
في الورقة السادسة من تقريركم، في كلامكم على عواقب بدعة الانحراف العقائدي، تقولون إنكم ترون أنّ هذه البدعة جعلت الـمركز الذي كان يقوده نعمة ثابت يحصر كل جهوده ليس فقط بالـجمهورية اللبنانية بل في منطقته الانتخابية - منطقة جبل لبنان. ولـمّا كان هذا التحليل والتشريح هو للزعيم وقد ذكره في تـحليله وتعليله لـموقف الـحزب وحالته تـجاه الانتخابات النيابية في لبنان في اجتماع الـمسؤوليـن الـحزبييـن الـمنعقد بدعوة من الزعيم يوم الإثنيـن في الـخامس من شهر مايو/أيار الـماضي، فإنّ الواجب كان يقضي بذكر مصدر هذا التحليل والاستناد إليه حرصاً على الـحقيقة والسير التاريخي للحركة القومية الاجتماعية.
تضعون في ختام تقريركم أربع مقترحات فيما يختص بالبند (ب) حلّ الـمكتب السياسي. إنّ هذا الـمكتب قد حلّ من قِبل الزعيم في جلسة الـمجلس الأعلى الأخيرة التي حلّ فيها ذلك الـمجلس نفسه وهي جلسته الـمنعقدة بدعوة مستعجلة من الزعيم في الرابع من أبريل/نيسان الـماضي. في صدد اقتراحكم الثالث الذي تقولون فيه إنكم تقترحون وضع حدٍ سريعٍ لـحالة العمدات ولوضع مجلس العمد أرى أنكم أهملتم أنّ النظر في هذه الأمور والتصميم على معالـجتها قد صدرا عني في جلسة رسمية لـمجلس العمد وفي عدة محادثات مع عمد وغيرهم من الـمسؤوليـن. وإنّ اقتراح الرفيق أديب قدورة ليكون عميداً للتدريب عوضاً عن الأميـن الـجزيل الاحترام جورج عبدالـمسيح قد جرى من قِبل حضرة عميد الإذاعة في جلسة رسمية في مجلس العمد نظر فيها في استقالة الأميـن عبدالـمسيح الـمتكررة، فمثل هذه الـحقائق يجب دائماً الـمحافظة على قيمتها وإثبات مصادر الـمجهودات على وجهها وترتيب حدوثها حرصاً على الـحقيقة الكاملة.
أهنئكم بـما اشتمل عليه تقريركم من الدرس الصحيح والنظر الصائب في معالـجة أوضاع فروع الـحزب في محافظة اللاذقية من الـجمهورية الشامية، وأثني كل الثناء على مجهودكم الشخصي وعلى اهتمامكم ليس فقط بالأمور ضمن نطاق عمدتكم بل بحاجات الـحزب الإدارية العامة، وبـمساعدتكم على إيجاد حلول عملية باقتراحات مفيدة كالـمقترحات الواردة في ختام تقريركم التي أخص بالذكر منها: إقتراحكم حلّ اللجنة الـمركزية العليا في الـجمهورية الشامية، وإصدار تعميم من مكتب الزعيم إلى الـمنفذين يدعون فيه إلى العودة إلى النظام الـمركزي الدقيق، وحلّ جميع التشكيلات والاستنباطات الإدارية والسياسية التي كان قد أدخلها إلى العرف الـحزبي الـمجلس الأعلى السابق، واقتراحاتكم إدخال عدد من العامليـن إلى الاضطلاع بـمسؤوليات عمد في مجلس العمد، وعقد مؤتـمر لـجميع الـمنفذين، فضلاً عن اقتراحاتكم العملية الإدارية الـمفيدة لسد حاجات فروع محافظة اللاذقية الإدارية. وآمل من استمرار مجهودكم على رأس عمدة الداخلية الوصول إلى إصلاح ما هو مختل بنتائج الانحرافات الـماضية عن العقيدة والدستور وإعادة الشيء الكثير من الضبط الإداري والنمو التنظيمي إلى فروع الـحزب.
ودمتم للحق والـجهاد. وتقبّلوا سلامي القومي. ولتحيى سورية.
(1) إلياس جرجي قنيزح.