الرفيق جورج بندقي،
لم يكن هنالك داع لتأجيل طبع الـجريدة ونشر البلاغيـن(1)، (أنظر ج 4 ص 70) فإنّ نص البرقية الأولى كان واضحاً، ويفهم منه طلب التثبت من أنّ البلاغيـن قد وصلا، وإرسال نسخ بالطيارة من العدد الـمنشورين فيه.
كنت قد أرسلت منذ زمان أطلب نشر خطب الزعيم كلها بالتتابع في سورية الـجديدة نقلاً عن النهضة، وعن الكراريس الـموزعة على حدة، وقد تظن أنّ هذه الـخطب أصبحت «قديـمة»، ونشر شيء جديد أفضل، وهذا خطأ، لأنّ الناس في الـمهجر لم يقرأوا تلك الـخطب التي لا تزول قيمتها أو أهميتها بزوال الأيام.
إنّ خطبي ومقالاتي ضرورية لكل قومي، وكل من يريد درس حقيقة النهضة القومية وفلسفتها، فهي دائماً جديدة، ولذلك يجب نشرها من أجل القومييـن الـجدد الذين يريـدون قراءة تفكير النهضة القومية الصحيح والإطلاع على التوجيه القومي الـمضبوط. ومثل الـخطاب الذي ألقيته في حفلة افتتاح النادي الفلسطيني سنة 1933 ضروري نشره في هذه الأيام، فهو أول خطاب لفت نظر الشعب السوري إلى الـخطرين في الشمال والـجنوب. ونشر جزء منه لا يغني عن نشره بكامله.
أخبرني شيئاً عن الاتفاق الذي جرى لنشر صور الـجيش الألـماني وفتوحاته، وهل يبرر الـخروج على التعليمات الصريحة الـمعطاة في رسالتي التوجيهية الطويلة إلى مجلس إدارة سورية الـجديدة.
عسى أن تكون قد تسهلت أمامك بعض الصعوبات. سأكتب إليك مطولاً في مسألة الـجريدة حالـما أفرغ من الـمشاكل الـمستعجلة وعملية التطهير الأخيرة.
سلامي لك وللرفقاء. ولتحيى سورية.