إلى الرفيق عبدالله دروج
بوينُس آيرس
أيها الرفيق العزيز،
كتبت في الأيام الأخيرة عدة كتب رسمية وخصوصية إلى الـمنفّذ العام وإليك وحتى الآن لم يردني جواب.
منذ مدة غير يسيرة كتبت مرتيـن في صدد الـمواطنيـن الـمحبذين رزق الله وطانيوس يبرودي وكانت الـمرّة الثانية في 15 سبتمبر/أيلول إذ أعطيتكم عنوانهما بالضبط في شارع 811 Jufre، وإلى اليوم لم أتسلم أي خبر يدل على أنّ الـمنفذية اهتمت واتصلت بهما ودعتهما للانضمام إلى الـحزب، فأنا أفكر في هذا الأمر ولست أعلم ماذا أرجّح، هل إنّ هيئة الـمنفذية لم تهتم لهذا الأمر، أم إنها اهتمت ولم تصل إلى نتيجة، أم إنها مهتمة بـما هو أهم من بث الدعوة وزيادة عدد القومييـن الاجتماعييـن؟ لست أدري.
أكثر الرسائل الأخيرة وجّهتها إلى عنوانك الـجديد Av. Colon 601 ونظراً لعدم ورود جواب بتّ أخشى فقدها.
معاملات سفر الزعيم: سأباشر في مدة بضعة أيام معاملة حيازة شهادة حسن سلوك من دار الـحكومة في هذه الـمدينة، ولكن بلغني مؤخراً أنّ أشخاصاً سورييـن غادروا هذه الـمدينة إلى بوينُس آيرس لإجراء معاملة حيازة جواز سفر وما شاكل، وأنّ القنصلية الفرنسية رفضت إجراء الـمعاملة معلنة لهم أنها من مدة قريبة جداً توقفت نهائياً عن العناية بشؤون السورييـن. فهل هذا صحيح، وما هو السبب، وماذا يـمكن فعله في هذه الـحالة؟ أريد معرفة ذلك بسرعة كلية لأتدبر الـموقف.
إنتقالي إلى بوينُس آيرس: يزداد ترجيح انتقالي نهائياً من توكومان إلى بوينُس آيرس نحو أواخر هذا الشهر. فإني جاد في إنهاء بقية العلاقات من تـحصيل ديون وما شاكل وبيع أثاث البيت الذي عدلت عن فكرة شحنه إلى الوطن. فإذا حدث ما يعوق عن مغادرة توكومان عند آخر هذا الشهر فلن يكون ذلك سوى لبعضة أيام فقط.
إرسالية الـمنفذية الـمالية: في رسالة من الـمركز في الوطن أنهم تسلّموا رسالة الـمنفذية عن تـحويل خمس مئة دولار إليهم.
ملحق عدد الزوبعة: مرسل إليك مع هذا الكتاب خبر «بطلان دعوى الـمدعو إبراهيم الكردي» (أنظر ج 7 ص 184) ليصير إثباته في ملحق هذا العدد القادم، حتى ولو اقتضى الأمر زيادة صفحتيـن ثانيتيـن لأنه خبر هامٌ وفيه شرح لـمسألة لاكتها الألسن في توكومان كثيراً.
الـحركة القومية الاجتماعية في توكومان: يستمر الاتـجاه نحو الـحزب السوري القومي الاجتماعي في أوساط جديدة من مجموعنا في توكومان ونشاط الـحركة الذي ابتدأ من مدة قصيرة. وقد انضم رسمياً أول أمس إلى حزبنا الـمواطن ضرغام إبراهيم حداد أحد شركاء العنوان التجاري القديـم هنا، تامر حداد وشركاؤه، وهو متعلم ونابه ويكتب مقالات تنشرها له الـجريدة السورية اللبنانية التي تعدّه مراسلها في توكومان. وأتوقع انضمامات أخرى في مدة بضعة أيام. وقبل مغادرتي توكومان أشكّل مديرية نظامية تتابع العمل السوري القومي الاجتماعي في هذه الولاية ويتشكل أيضاً فرع لـ «الـجمعية السورية الثقافية».
مواد لـِ الزوبعة: أودّ أن تكون أعداد [صدى] النهضة، التي طلبت من الرفيقة إميليا يونس إرسالها إليك، قد وصلت ليصير نقل وصف الـمهرجان القومي الاجتماعي في الشوير ورسالة الزعيم عنها. أخبرك أني أضع لـِ الزوبعة، عدا ما ذكرت فوق، قصيدة زجلية لناموس مديرية خوخوي الرفيق يعقوب ناصيف وكلمة في صددها.
وزير لبنان الـمفوض في الأرجنتيـن: وردني خبر وثيق يثبت تعييـن الصحافي اللامع الأستاذ جبران تويني وزيراً مفوضاً للجمهورية اللبنانية في الأرجنتيـن. هو من شخصيات العهد الزائل البارزة، ونزعته كانت عروبية، ولكنه لم يكن من العروبييـن الـمتطرفيـن أو الـمنصرفيـن للقضية العروبية، الرفيق النابه العامل، غسان تويني، الذي نشرت الزوبعة في أعداد ماضية بعض أخباره وحديثه الأول في محطة راديو بوسطن، هو ابنه، ولست أدري هل حصل بينهما تفاهم في صدد قضية الـحزب.
أعتقد أنه من أفضل رجال العهد اللاقومي للمنصب الذي أسند إليه، وموقفه من حركتنا يكون، على الأرجح، أفضل بكثير من موقف الأستاذ يوسف السودا. ولكن يجب تـجنّب إحراج مركزه في صدد قومية الـحزب وأهدافه الأخيرة. وبعد انتقالي إلى بوينُس آيرس أعطيكم التوجيهات الـموافقة في صدد الـموقف الذي تتخذه الـمنفذية تـجاهه. ويناسب جداً أن تغتنموا الفرصة لتقوية الدعاوة للحزب القومي الاجتماعي واكتساب عناصر جديدة له، واعلموا أنّ كل عضو جديد نافع تكتسبونه هو أفضل من تشكيل عدة لـجان من مجموعة النزالة السورية في الأرجنتيـن في الظروف الـحاضرة.
أنتظر جواباً من الـمنفذية وكتاباً منك في صدد ما كتبت إليكم.
واقبل سلامي القومي ولتحيى سورية.