إلى الرفيق عبدالله دروج
بوينُس آيرس
أيها الرفيق العزيز،
في السادس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الـماضي أرسلت إلى عنوانك كتاباً موجهاً إلى الـمنفّذ العام تناولت فيه بعض الأمور الـجارية وخصوصاً مسألة اشتراك الـمنفذية في ما سمي «اللجنة العربية للدفاع عن فلسطيـن». ومع الكتاب الـمذكور أرسلت مقالاً لعدد الزوبعة القادم.
مع هذا الكتاب أضع مقالاً آخر للعدد الـمذكور، وغداً أضع في البريد مواد أخرى لإكمال العدد الذي أوصيك بالإلـحاح على أصحاب مطبعة «السلام» بالإسراع في إنـجازه.
الصفحة الأولى من عدد الزوبعة القادم سيشغلها نقل وصف الـمهرجان القومي الاجتماعي الذي جرى في ضهور الشوير في أول سبتمبر/أيلول الـماضي وزحفت إليه من بيروت خمس مئة سيارة من الباصات الكبيرة (أمنيبوس) ومن سيارات الركاب الصغيرة وكلها غاصة بالقومييـن الاجتماعييـن، وحضره وفود قومية اجتماعية من الشام وفلسطيـن، عن جريدة [صدى] النهضة التي وردتني بالبريد الـجوي. وفي صدر الصفحة الـمذكورة تنشر رسالة الزعيم التي تليت في الاجتماع الـمذكور منقولة عن عدد آخر من [صدى] النهضة. هذان العددان من [صدى] النهضة مع أعداد أخرى وردتني بالبريد الـجوي هي موجودة الآن مع الرفيقة إميليا يونس في كوردبة، إذ إني أرسلتها إليها بعد وصول رسالة منها من الـمدينة الـمذكورة، وسأكتب إليها غداً لتحوّل الصحف الـمذكورة إلى بوينُس آيرس بكل سرعة ليصير نقل ما يلزم منها.
الرفيقة إميليا يونس تقول إنها خاطبت السيد عبود سعاده في مسألة مساعدة الـحزب، وإنّ السيد سعاده استحسن فكرة دعوة الزعيم لإلقاء محاضرة، وإنها تنتظر أن يقوم الـمنفّذ العام [خليل] الشيخ بالاشتراك معك بزيارة مدينة كوردبة، لتمهيد الأمور.
أخبرت الرفيقة يونس أنّ موعد زيارتي لكوردبة يحسن أن يكون بعد انتقالي النهائي إلى بوينُس آيرس الذي سيجري نحو أواخر هذا الشهر. ولـمّا كنت أريد التعجيل في سفري بعد انتقالي من توكومان فيجب أن تكون زيارة كوردبة نحو أواسط ديسمبر/كانون الأول أو أوائله وذلك يقتضي تـمهيد الأمور في هذا الشهر، فإذا كان الـمنفّذ الشيخ يرغب في الذهاب إلى كوردبة ويـمكنه ذلك فيجب أن تكون زيارته نحو أواسط هذا الشهر. في كوردبة يـمكن ترتيب جميع الأمور كما يليق.
في كتاب سابق إلى الرفيق خليل الشيخ أظهرت له عدم استحساني لتعديله أسلوب مقالي الإسباني وإدخاله عبارات شعرية ودعاوية لست أرغب فيها في الـمقالات التي أنشئها في لـمحة استعراضية لسورية وتاريخها. وطلبت منه أن يرسل إليّ بقية الـمقال الأول التي لم يتسع الـمجال لنشرها لأنظر فيها وحتى الآن لم تردني تلك البقية، وقصدي، بعد وصولها، تنقيح الـمقال الأول الذي صدر في العدد الـماضي وإعادة نشره بأسلوبي الأصلي(1) مع زيادة البقية بعد تنقيحها، فأريد أن ترسل إليّ البقية الـمذكورة بسرعة.
الكتابان اللذان كنت أرسلتهما إليك لاستعمالهما مع أصحاب جريدة «السلام» وغير ذلك يحسن أن تبقيهما الآن معك لـحين عودتي فتسلّمهما إليّ في بوينُس آيرس.
سأنظر في أخذ شهادة حسن سلوك من دار الـحكومة هنا لـمعاملات السفر، وإلا أبقيت ذلك لبوينُس آيرس. فإذا أخرجت الشهادة قريباً سأكلّف الـمنفّذ العام بالاشتراك معك إتـمام الـمعاملة مع القنصلية الفرنسية أولاً.
واقبل سلامي القومي.
(1) أعيد نشر الـمقال في الزوبعة، العدد 88 أنظر ج 7 ص 125.