إلى الرفيق خليل الشيخ، الـمنفذ العام لـمنفذية بوينُس آيرس
بوينُس آيرس
أيها الرفيق العزيز،
سررت بكتابك الأخير الـموجز الذي لم يوضع له تاريخ، وروسم بريده يحمل تاريخ 15 الـجاري. فخطك جيد وواضح وعبارتك صحيحة. وسرّني بوجه خاص ورود نسختيـن من القسم التصويري لعدد الزوبعة الـمنتظر صدوره لتشهدا أنّ بعض العمل قد تـم.
السيد عبدالله قدور: إنّ هذا الشخص قد راوغ كثيراً في أمر عقيدتنا وحزبنا. فهو في بداية اتصاله بي في بوينُس آيرس أظهر موافقته واقتناعه بصحة عقيدتنا وادّعى أنّ ما أخّره عن الدخول في صفوف الـحزب وهو بعد في الوطن كان عدم اكتراثه بالأفراد الذين عملوا للحزب في بلدة أميون. فلما أبطلت حجته هذه وأظهرت غلطه قال للرفيق نديـم بلان إنه يريد أن يدرس مسألة «سلطة الزعيم»، وقال لي إنه يريد درس نظام الـحزب. وبعد مدة قال إنه يريد أن ينتظر ليجعل دخوله في وقت يتمكن فيه من العمل الـجدي لأنه لا يريد أن يكون زيادة عدد فقط. ولـما أبطلت حجته هذه قال لي إنه لا يتمكن من الانضمام لأنه ينتظر أن ينهي دروسه الفرنسية في جامعة كوردبة ليتجنس بالأرجنتينية ليحق له التوظف بصفة أستاذ للغة الفرنسية في إحدى مدارس الـحكومة. ثم انتحل عذراً جديداً هو ميله إلى الاشتراكية وحاجته إلى درس هذه النقطة. وآخر حججه هو ما قاله لك عن حيازة الـحزب رخصة في لبنان ووجوب إدائه قَسَماً باحترام كيان لبنان وأنه إذا كان ذلك ظاهرياً فقط فهو لا يرى في ذلك عدلاً، إلى آخره.
هذا الشخص مراوغ ونفعي. وهو يتعلق الآن بالقنصلية الفرنسية رجاء أن يتمكن من تـحصيل وظيفة في القنصلية اللبنانية عندما يصير تعييـن قنصل للبنان في الأرجنتيـن. هو يبحث عن وظيفة ولا يحسن عملاً مستقلاً. وهو لم يكن من تلامذة جامعة بيروت النشيطيـن ولم يثبت في درس مهنة الطب التي كان ابتدأ تعلّمها. والآن لا همّ له غير تأميـن وظيفة مريحة يعيش منها على الطريقة البيروقراطية ولا يريد أن يعرّض إمكانيات الوظيفة لأي خطر. وهو لا يظهر شخصياً في أي حركة اجتماعية أو عمل وطني.
هذا تشخيص حالته من أقواله وأعماله ومناقضاته فلا فائدة من الاهتمام به فيجب إهماله بالكلية.
الزوبعة: لا حاجة بي إلى التشديد مجدداً بوجوب صدورها في الـحال. وعسى أن يكون صدر خطاب الـمركز في أول مارس/آذار في الصفحة الأولى بعد أن يوضع في الصفحة الأولى من القسم التصويري.
أخبار الوطن: وردتني أعداد كثيرة من جريدة [صدى] النهضة وفيها أخبار هامة، من جملتها خبر اجتماع حزبي في صافيتا لذكرى جلاء الـجيوش الأجنبية عن الشام في شهر أبريل/نيسان الـماضي وقد اشترك في احتفال الـحزب جمع يقدّر بخمسة عشر ألفاً والفرق الـمنظّمة من «ميليشيا» الـحزب كانت تـحتوي على 2500 متجند يحملون البنادق الرمزية، وجرى اجتماع مثله في طرطوس وفي دمشق. وقد وصلت أعداد [صدى] النهضة إلى خوخوي، فهل وصل إليكم شيء في بوينُس آيرس؟
قضية جورج جروج: إنّ ما يؤخر صدور العفو عن هذا الرفيق الـموقّف هو علاقته الوثيقة بالرفيق جواد نادر الذي له مآرب نفعية في الـحركة تـحمله على النفاق وتضحية مصالح الـحزب والقضية على مذبح نفعياته.
التنظيم الـحزبي في الأرجنتيـن: كانت حالة الـحزب التنظيمية في الأرجنتيـن غير مستقرة وكانت وحدتها مضمونة بوجود مكتب الزعيم في هذه البلاد. ولكن هذه الـحالة يجب أن تستقر بتوحيد فرع الأرجنتيـن في منفذية قانونية مركزية أو بـمشارفة مركزية واحدة. وبـما أنّ مكتب الزعيم قد عاد إلى تولي القضايا الكبرى التي هي من شؤون الزعامة، وأصبح متوقعاً انتقاله من هذه البلاد، فإنّ تنظيم فرع الأرجنتيـن وضم متفرعاته في إدارة مركزية واحدة أصبح قضية يجب حلّها. وأرى الـحل الأفضل تقوية الـحزب في بوينُس آيرس بعناصر نقية وقوية. لذلك يجب الاهتمام بتدريب بعض عناصرنا الطيبة وتلقيـن العناصر الـجديدة حب العمل والنظام. وهنالك ثلاثة أعضاء يلوح لي أنه يحسن الاهتمام بتقريبهم إلى الإدارة ليحملوا بعض الـمسؤوليات هم: الرفيق علام (أبيليا نيده) وفؤاد جرجس وصبحي نورية.
ثم يجب الاهتمام باكتساب عناصر أخرى مثل السيد تامر. والاهتمام بتقريب بعض العناصر مثل السيد حسين ماضي وناموس «نادي الشباب العربي» وغيرهما.
مديرية بوينُس آيرس: أوافق على اقتراحكم ضم جميع أعضاء مدينة بوينُس آيرس في مديرية واحدة، وعلى الأعضاء الـمرشحين لهيئة الـمديرية وإليكم نص مرسوم الزعيم في هذا الصدد الصادر بتاريخ اليوم (بعد الاستناد إلى الـمواد الدستورية والقانونية):
مادة أولى - تعتبر جميع مديريات مدينة بوينُس آيرس التي كانت معيّنة حتى هذا التاريخ منحلة بجميع هيئاتها الإدارية.
مادة ثانية - ينضم جميع أعضاء الـحزب الـمقيميـن في مدينة بوينُس آيرس في مديرية مركزية واحدة تسمى «مديرية مدينة بوينُس آيرس».
مادة ثالثة - يعيّن الرفيق أحمد حسن مديراً لـمديرية مدينة بوينُس آيرس.
مادة رابعة - يبلّغ هذا الـمرسوم لـمن يلزم ويذاع ويحفظ.
الإمضاء - الزعيم
إلى حضرة الـمنفّذ العالم لـمنفذية بوينُس آيرس الرفيق خليل الشيخ - تابع
لم يتناول الـمرسوم الـمتقدم الوظائف الثنوية في مديرية مدينة بوينُس آيرس والـمرشحين لها، لأنّ الزعيم يترك ذلك لصلاحية الـمنفّذ العام القانونية الـمنصوص عنها في الـمرسوم الدستوري عدد 3 «مؤسسة الـمديريات»، فيمكنكم بالاستناد إلى مواد الـمرسوم الـمذكور الـمختصة بالتعيينات إصدار قرار في جلسة رسمية لهيئة الـمنفذية بتعييـن الرفقاء الـمرشحين لبقية وظائف هيئة الـمديرية، ما عدا الـمدرب الذي ليس من صلاحية الـمنفّذ العام تعيينه، واتخاذ التدابير اللازمة لتبليغ الـمعينيـن بواسطة أوراق تبليغ رسمية.
هذا ما لزم واقبلوا سلامي القومي ولتحيى سورية.
بعد: مرسل إليكم برفقة هذا الكتاب الـحلقة الأولى من سلسلة مقالات ابتدأت أضعها بالإسبانية. وكان الفكر الأول نشرها في جريدة El Orden التي تصدر في توكومان والتي سألني مديرها كتابة شيء عن سورية لها. ولكني فضلت نشرها في مجلة أكثر انتشاراً Mundo Argentino أو Aqui. ليست هذه الـمقالات بحثاً تاريخياً أو اجتماعياً أو سياسياً، بل سرداً سريعاً لواقع وأزمنة تاريخية من عدة وجوه، والغرض منها إعطاء صورة مصغرة واضحة عن حقيقة سورية في جغرافيتها وتركيبها الإتني وبعض منشآتها، وهي الـحقيقة التي تظهرها نهضتنا. وترمي هذه الـمقالات إلى تعيين ما يلي:
1 - وحدة سورية الـجغرافية وحدودها.
2 - أصولها السلالية ووحدتها الدموية الاجتماعية.
3 - غرابة اليهود عنها وعدم وجود حقوق قومية لهم في أية بقعة من بقاعها.
4 - عظمة منشآتها العمرانية والـحقوقية والسياسية.
5 - عظمة فتوحاتها وإجراءاتها الـحربية في البحر والبر.
6 - سقوطها وأسبابه.
7 - نهضتها الـجديدة وضرورتها للإنسانية.
فأحب أن تنظر في ألفاظها وعبارتها الإسبانية، وأن تعرضها على بعض الـمجلات فإذا أمكن الاتفاق على نشرها لقاء شيء أو مجاناً فأخبرني، وإلا نشرناها في الزوبعة وفي النظام هنا.