أيها الرفيق العزيز،
لم أتـمكن من الـجواب على كتابك الأخير الـمؤرخ في 2 أبريل/نيسان الـماضي قبل الآن، والسبب كثرة الأعمال في الـمدة الأخيرة التي زادت بزيادة الـمواصلات مع الوطن وجهات أخرى، فضلاً عن أعمالي الـخصوصية.
حاولت، أيها الرفيق، أن تزيل بكتابك الـمذكور «كل اشتباه» ظننت أنّ إحدى عبارات كتابي السابق إليك تدل على وجوده عندي فيما يتعلق بالـمعلومات التي انتظرت أن تطلعني عليها. والـحقيقة أنّ عبارتي الـموضحة شرط واجب تقديـم الـمعلومات إلى الـمراجع الـحزبية العليا لم تشتمل على أي اشتباه متعلق بالـمعلومات الواردة منك في صدد قضية الرفيق الـموقّف فخري الـمعلوف. وهي عبارة تنبيهية ذات صفة عمومية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في جميع الـمعاملات الـحزبية الشخصية لنجعل نظامنا نزيهاً، خالصاً من أمراض النفسية اللاقومية ومثالبها. وإني أوصيك وأوصي جميع العامليـن في الـحزب السوري القومي الاجتماعي بتحقيق هذه القاعدة في جميع الأعمال والـمعاملات القومية الاجتماعية.
معلوماتك الشخصية في قضية الرفيق الـموقّف فخري معلوف الواردة في كتابك الـمذكور هي معلومات هامّة ولا شك عندي بصدقها وأمانتك في روايتها. وهي مختصة بـموقف شريف في نزاع بين الإيـمان السوري القومي الاجتماعي والشك الـممزوج بأخلاط دينية ومذهبية. وإني أهنئك بدقة ملاحظاتك وحسن موقفك ضد الشذوذ والتهور اللذين ظهرا من الرفيق الـموقّف فخري معلوف الذي آسف كثيراً لانحطاط عقله إلى درك الهوس والـحماس لقضايا مذهبية ترجع بالفكر الإنساني إلى عقلية القرون الوسطى. وقد استغربت كثيراً انقلابه الظاهر في معلوماتك كعرضه للتحقيق العلني مع الـخائن الـمطرود شارل سعد في صدد دسائسه وتآمره على النظام القومي الاجتماعي. وأستغرب كثيراً كيف أنّ فخري معلوف يورد حادث محاكمة، أو شبه محاكمة، شارل سعد ويستشهد به، وهو حادث لم يحضره فخري معلوف وكان حدوثه قبل انضمام فخري معلوف إلى الـحركة السورية القومية الاجتماعية، وانضمام فخري معلوف إلى الـحزب لم يجرِ إلا بعد القبض على الزعيم وأعضاء مجلس العمد الأول وظهور روعة الـحزب في الشعب. فبأي دليل أو وثيقة يثبت فخري معلوف رواية سؤال الـخائن شارل سعد ذاك السؤال البليد وبأية صفة وفي أي موقف سأله أو وجّهه؟
إنّ انقلاب فخري معلوف إلى هذا الـحد حتى أنه أخذ يستعمل مع الزعيم الـمواربة والرياء، فيكتب إليه مؤكداً ولاءه في الوقت الذي يطعن في شخصيته سراً بيـن الرفقاء الذين كلّفه الزعيم بتعهدهم في العقيدة والنظام، يدل على تزعزع نفسي شديد وتهدم أخلاقي أكيد.
الكتب القومية والـمفكرات والصور التي اهتممت بإرسالها إليّ وصلت وكان لها وقعٌ حسن بيـن الرفقاء هنا. وقد ابتدأت تصلني أعداد النهضة رأساً من بيروت. فيما يختص بتنظيم منفذية أميركانية جرت مخابرة بيني وبين الرفيق غسان تويني ووردني أنّ مكتب عبر الـحدود، الذي علم حالة الـمنفّذ السابق، كلّف الرفيق تويني بتمثيله في أميركانية، وإني أنتظر نتيجة مساعي الرفيق تويني لاتخاذ الـمقررات النهائية بتشكيل هيئة منفذية قانونية. وبعد غد سأكتب إلى الرفيق تويني في هذا الصدد.
ألاقي صعوبات عديدة لإعادة إصدار الزوبعة، وكلها من الوجهة الطباعية، لأنّ الـمطابع السورية كلها هنا هي في أيدي مضادين لنهضتنا. وكنت أتوقع صدور عدد جديد قبل آخر الشهر الـماضي ولكن يظهر أنّ مطبعة «السلام» تـمطّ العمل وتؤجل التنفيذ، ولا أزال أسعى لـحل هذا الـمشكل ولعلي أتوفق إلى لينتيب لأرجنتينييـن هنا في توكومان، وأعلّم عاملاً طباعياً كيفية العمل عليها. وعندي الأمهات ومخزنها وسنرى.
ماكنة كتابة: لا تزال الـحاجة ماسّة إلى آلة كاتبة بالـحرف العربي، بل هي تزداد بسبب عودة الاتصال ونشاط الكتابة والنسخ والـمراسلات فلا تهمل متابعة الاستخبار عن إنتاج آلات من هذا النوع. وقد كتبت إلى الرفيق الناهض جورج شاهيـن، مدير مديرية الإسكندرونة، وذكرت له أمر الآلة الكاتبة وأكرر لك ما قلته وهو أنه حين يـمكن التوصية على واحدة أو اثنتيـن للحزب فليوصَ الـمعمل بأن يجعل الأرقام من الشكل العربي 2،1 ،3 ،4 وليس من الشكل الهندي (Arabic Figures).
إذاعتك في أول مارس/آذار الـماضي تظهر ثقتك وإيـمانك وتشع باليقيـن والإخلاص، وستصدر في عدد الزوبعة الـمقبل بعد الذي تـحت الطبع الآن، لأنّ هذا مشحون بأخبار الوطن والـحوادث الإذاعية الهامّة الـمستعجلة.
تقبلت وقرينتي بـمزيد السرور سلامك وسلام قرينتك اللطيفة التي أرحّب بها إلى متحدنا القومي معززة مكرّمة فيه، مؤكداً لها تقديري لصفات شعبها وبسالته، وقرينتي تشاركني بقولي وبإهدائها وإهدائك السلام القومي وأحسن التمنيات. ولتحيى سورية.
إلى غســا