إلى الرفيق نعمان ضو
كوساته، سان خوان، الأرجنتيـن
أيها الرفيق الـمجاهد العزيز،
تسلمت كتابك الأخير وإرسالية العنب التي تلقيناها بسرور ككل هداياك، وسررت لأنك تفكر بالـمجيء إلى توكومان قريباً فإنّ ذلك يوافق ما يحسن أن أبحثه معك، بناءً على ما وردني من الـمعلومات من الوطن، من وجوب الاستعداد للعودة قريباً، ويحتمل أن يكون قريباً جداً.
أطلب منك كتمان هذه الناحية عن كل أحد، ولا أقول لك الآن أكثر من أنّ النهضة السورية القومية الاجتماعية تسير الآن بخطوات واسعة، وأنّ الـمنشورات والـمعلومات الرسمية الـخاصة التي وردتني مؤخراً تدعو إلى التفاؤل. ومـما وردني أنّ خبر اتصال الـحزب بالزعيم سرى في الوطن بسرعة وأدى إلى تكهنات كثيرة، وأنّ جرائد بيروت جميعها أرادت استباق الـحوادث فأشاعت بـمناسبة أول مارس/آذار الـماضي أنّ الزعيم عائد. ونشرت الـخبر أياماً متوالية وصار باعة الـجرائد يصيحون بأهم أخبار الصحف التي يحملونها: عودة الزعيم أنطون سعاده اليوم.
بناءً على الأخبار والـمعلومات والرسائل الرسمية صار يجب أن أفكر جدياً في العودة السريعة إلى الوطن، خصوصاً لأنّ الفوضى الهائلة هناك تهدد بنتائج وخيمة. والنقطة الهامّة من هذه الناحية هي التخلص من العلاقات التجارية التي تشعبت ونـمت وجرّت بطبيعتها مسؤوليات مادية يجب رفعها نهائياً وتصفية العمل كله. ولم أكن أتوقع العودة قبل سنة أخرى، ولذلك أقدمت على عقد استيراد كمية ورق كثيرة لصنع الأكياس من أسوج يبلغ ثمنها نحو اثني عشر ألف فاس ومضيت العقد من أيام قليلة. فإذا تأخر سفري تسعة أشهر يكون الورق قد جاء وبعت معظمه، ولكن إذا اقتضت الـحال أن أسافر سريعاً وجب السعي من عدة وجوه للتخلص من هذه الـمسؤولية.
سلام جولييت وصفية وأليسار لك وللعائلة. ولتحيى سورية.