إلى الرفيق نعمان ضو
كوساته - سان خوان
رفيقي العزيز،
تسلمت كتبك الأخيرة، وفي أحدها وصل كتاب موجّه منك إلى الرفيق أسد العريضي فبلّغته ذلك، فجاء وتسلّمه وتـحدّثنا في أمر السيد معلى معلى وأطلعت الرفيق أسد على رأيي.
لم أبرق إليك لتحضر ولا لترسل وكالة ومستندات إلى أحد الـمحاميـن لأني أرى الأمر يستدعي الروية والـحزم، وبعد الـحزم يحسن الـجزم.
يوجد في توكومان محام موضع ثقة، رجل يهتم بـمهنته وبزبائنه وهو من عائلة جيدة وذو منزلة اجتماعية عالية في بيئة توكومان. وهو أيضاً بعيد عن التحزبات السياسية الشائعة في هذه البلاد ومشهور بالصدق وحسن التقدير، ولكنه يتقاضى تعويضاً عالياً، أو هو يهتم بالقضايا الكبيرة ويقدّر أيضاً القضايا التي فيها حق.
ومعلوم أنّ تعويض الـمحامي يقدّره القاضي عند نهاية الدعوى، ولكن بـما أنّ هذا الـمحامي صاحب مكتب «استوديو» يعاونه فيه محام آخر يعمل تـحت إشرافه ووكيل محام Procurador، فإنّ القاضي يعيّـن تعويضاً للثلاثة عن كل أمر يتدخلون فيه ولكل واحد منهم تعويضاً عما قام به بـمفرده. وهذا يعني أنّ الدعوى تكلّف.
إذا عزمت على إقامة الدعوى فلا أرى محامياً آخر يحسن توكيله بثقة واطمئنان. ولكن قبل التوكيل يحسن عرض القضية عليه ليبدي رأيه.
رأيي في الأمر أنه معقّد، فالسيد معلّى محتاط لـما يـملك من عدة وجوه: أولاً - إنه هو لا يتاجر باسمه بل باسم عمه بالوكالة عنه فهو ليس الـمسؤول عن الـمال وعن التجارة، والدعوى لا يـمكن أن تقام عليه مباشرة والفواتير ليست باسمه ولا أوراق الشحن باسمه. أما ما أمضاه باسمه من كتب فيمكن أن يدّعي أنه عمد إلى الإمضاء باسمه حين الكتابة إليك نظراً لصداقة بينكما، وأنه أجرى ذلك بصورة شخصية خصوصية من غير أن يعطّل ذلك أنّ التجارة لعمه وأنه مفوّض من قِبل عمه بالتصرف على مسؤولية عمه، ولا يـمكن أن يعدّ في صف الـمحتالين تـجاه القضاء، فيما أرى، إلا إذا تنصّل عمه من حمل أية مسؤولية مـما أتاه ابن أخيه باسمه، أو إذا تبيّـن أنّ هنالك تهريباً لبضائع أو لـمال، وفيما سوى ذلك يـمكن الدفاع عن معلى أن يعدّ أنّ إمضاءه إسمه كان أمراً خصوصياً بسيطاً وأنه أجراه بصورة خصوصية معك من غير أن يقصد تغيير مجرى الأمور التجارية الـمسيّرة باسم عمه وغير ذلك. ثانياً - إنّ الشخص معوّل على مواجهة أسوأ الأمور دون التنازل عن الـمال، وبـما أنه لا يوجد مال ولا ملك باسمه فلا يـمكن تـحصيل شيء منه بواسطة الدعوى. ثالثاً - إنّ كل محام تريه أوراقاً صالـحة لفتح دعوى وينتظر أن ينال وكالة يحسّن لك إقامة الدعوى لكي يتسلمها فإن لم يربح من الواحد ربح من الآخر! رابعاً - إنّ دعوى من هذا النوع تـمتد سنيـن وتكثر فيها الـمرافعات وأبواب الهجوم والدفاع وتـحتاج إلى وقت وجهود وتدبير شهود ورصد حركات ونفقات من أنواع متعددة. وجميع هذه الأمور تـحتاج إلى درس قبل الإقدام على الدعوى. فإذا كان يهمك إقامة الدعوى في كل حالة فلا بد من القدوم إلى هنا لدرس الأمور واستشارة محام ذي ثقة يـمكن الركون إلى رأيه كالـمحامي الذي أشرت إليه واسمه Dr. Sixto Terain.
إنّ ما أخبرك عنه أسد من عزم معلّى على بيع الـمحل فقد عنى به الـحانوت لا شقته في سوق التموين.
إلتقيت بـمعلّى صدفة من نحو أسبوع فلم أفتح له الـحديث في الدين الذي عليه لك، فتطرق هو إلى ذكر الـمسألة وقال إنّ السيد مقصود زاره وقال له إنك تتوعده وإنك لست ذاك الشهم وإنه لامه على دفعه مبلغ الثلاثة آلاف بـمناسبة وجودك هنا، فرأيت أنّ معلّى يقصد بهذا الـحديث الإيقاع بينك وبين مقصود، على الأرجح، كذلك أرى أنّ معلّى يهمّه الإيقاع بينك وبين أسد لأنه كرر على مسمعي الأرباح التي يربحها أسد ببيع العنب.
أما أمر أسد فشيء آخر إذ شكى لي من سوء حالة السوق أولاً ووصول كميات عنب فوق الـمطلوب، وأنّ السوق ابتدأت مؤخراً تتحسن، وأنّ بعض الشحنات وصلت بحالة سيئة نتج عنها بعض خسائر، الخ. ولا معلومات وثيقة عندي من مصادر أخرى لأعرف صحة ما يزعمه أسد.
أكتفي بـما تقدم في الأمور التجارية.
أحوالي الـخصوصية معتدلة وتـجارتي تتسع، وقد فتحت حسابات لزبائن في داخلية الولاية، والـمبيع في الـمدينة زاد هذه السنة في محلي.
العائلة بصحة الآن. منذ أيام أصيبت الصغيرتان صفية وأليسار بحمى مدة يوميـن، يظهر أنها عدوى أو ضرر عن طريق الـمعدة، ومع العلاجات البيتية والوقاية انقطعت عنهما الـحمّى وعادتا إلى الصحة.
لم يعد يردني شيء من الوطن سوى كتاب من الأميـن معروف صعب. وقد أجبت وأنتظر وصول أخبار جديدة.
التبرع الذي كتبت لك في صدده هو لإرسال كمية مالية إلى الـحزب في الوطن ويـمكن أن يجري بالأشكال الـموافقة في الـمناطق الـمختلفة.
في خوخوي سيكون التبرع من القومييـن والـمحبذين لإرسال الـمال إلى الـحزب