حضرة الصديق القومي العزيز الشيخ نعمان ضو الـمحترم،
وصلني كتابكم تاريخ 19 فبراير/شباط ولم أجاوبكم عليه من قبل، لأني كنت في حالة تستدعي الراحة، فسافرت إلى كوردبة بإشارة من الطبيب، وبقيت برهة في جبالها أستعيد شيئاً من قوّتي.
ثم عند رجوعي وجدت أشياء غير لائقة يجب النظر فيها، وأهمها تلاعب حسني عبدالـمالك بنتيجة حفلة أول مارس/آذار، وإرساله إذاعات إلى الداخلية لم يستشر بها أحداً، وهي ترمي إلى غايات شخصية له. ثم هو أثّر على إنسان آخر إسمه جبران سابا فاشترك معه في هذه الأعمال البعيدة عن الأمانة والنزاهة. ولذلك أصدرت قراراً بفصل وطرد الاثنيـن من بيـن السورييـن القومييـن، فأرجو أن تأخذوا علماً بذلك.
وما اكتفى حسني بـما عمله بل نشر شيئاً في السلام غير لائق، لا أعلم إذا كنتم قد طالعتموه. وبـما أنّ هذه الـجريدة شاركت في هذه الدناءة فقد أصدرت مرسوماً بوجوب مقاطعة هذه الـجريدة بكل وسيلة مـمكنة، فخذوا أيضاً علماً بذلك وابذلوا كل جهودكم في إبعاد الناس عنها.
أما الفواكه التي أرسلتها [...] فقد وصلت كلها، وكلما تناولت منها أذكركم وأشعر باهتمامكم [...] هذه الذكرى.
أمـا بشـأنّ الـجريـدة [...] فقـد صـار لهـا وكيـل جديـد هو إميـل بنـدقـي [...] لترسـل الـجريـدة إليهـم، وإذا جـرى تأخيـر بذلـك فهـو بينمـا تعيّـن هـذا الوكيـل. ولا شـك أنّ الـجريـدة ستصـل بعـد الآن بانتظـام. وبهـذه الـمناسبـة أريـد أن أخبركـم أننـا نفـكر الآن بإصـدار جريـدة أو نشـرة في هـذه الـجمهوريـة تـحمـل صوتنـا السوري القومي إلى كل الـجهات، ومتى تـمّ ذلك أفيدكم على اعتقاد أنكم لا تدخرون وسعاً في سبيل تعميمهـا ونشرهـا بيـن الذين يريدون أن يكون لهم سهم في نشر الـمبادىء القوميـة التي أنتـم من جنودهـا.
أما الأشخاص الذين يريدون الانضمام إلى الـحركة القومية فيسرّني تقرّبهم منا، ولكني لا أعلم إذا كانوا قد درسوا مبادىء الـحزب وفهموها جيداً، وعلى كل حال أنا أدرس هذه القضية وأفكر في إرسال أحد الرفاق إلى هناك ليهتم في ضمهم إلينا على طريقة نظامية.
سلامي لك وللعائلة وتـمنياتي أن تكونوا بخير. وسلام قومي لـجميع الـمهتميـن. ولتحيى سورية.