عزيزي الأميـن نعمة ثابت،
أعتقد أنّ شوقك وشوق الأمناء والرفقاء إلى الاتصال بي يـماثلان شوقي إلى الاتصال بكم.
لقد نالكم ونالني في هذا الافتراق الإكراهي أشياء كثيرة، ولا بد من فرصة مناسبة ووقت كاف لاستعراض جميع هذه الأشياء وتبيّـن أهميتها وعلاقتها بـمجرى التاريخ.
إنّ موقفك والأمناء والرفقاء الـمؤمنيـن كان بطولة أنقذت شرف الأمة وحفظت تقاليد النهضة العظيمة.
قد يكون الرفيق أسد الأشقر حدّثكم عن الأموات منا في هذه البلاد التي دفعتني إليها التقادير. إنّ فعل التحجر قد قطع شوطاً بعيداً في جعل هذه البقايا صورة جامدة لا يـمكن تبديلها إلا بفعل عام قوي يأتي من خارجها.
سرّتني الأخبار الأولى التي وردت حاملة بشرى ثبات النهضة واستمرارها وزيادة معنويتها. ثم ساءتني أخبار نشرت في بعض الصحف السورية هنا تقول إنّ الـحكومة الـحاضرة عادت إلى نهج سابقاتها ومنعت مظاهر الـحركة.
إني أنتظر بشوق كبير ورود رسالة وتقرير من الـمركز.
والعودة هل هي مناسبة في هذه الظروف؟
إنّ الأميـن فخري [معلوف] غرق مؤخراً في طوفان الـخليقة وألوهية الـمسيح والـحساب بعد الـموت والبعث ووحدة الكنيسة الـمسيحية تـحت رئاسة الأب الأقدس الـمعصوم عن الغلط. ولست أرجو منه في الوقت الـحاضر أي خير، ولست أدري هل يحب العودة إلى الوطن أم يفضل البقاء في أرض اهتدائه إلى الدين الصحيح وبلاد زوجته.
أكتب إليّ بسرعة. سلامي القومي لك ولـمن حولك ولتحيى سورية.