أيها الرفيق العزيز،
تسلمـت كتابـك وكتـاب الرفيـق يعقـوب [ناصيـف] فوجـدت فيهمـا الروحيـة الـجيـدة التي عرفتهـا فيكما وسـررت بذلـك. واعلم، أيها الرفيق الكريـم، أني ما خصصتك مع الرفيق يعقوب بالـمعلومات الأخيرة التي أرسلتها إليك من أجل أن أحمّلك منّة، بل ليكون لك نصيـب في ما تستأهلـه نفسك الطيبة من الثقة والاهتمام. فلا تظنـن، أيها الرفيق، أنّ طيب النفس وحسن السلوك ومتانة الـمناقب والأخلاق تذهب بين السورييـن القومييـن، الذين يفهمون تعاليم نهضتهم ويعملون بها، بلا تقدير، كما تذهب في أوساط اللاقومييـن، ولا نـمدح أحداً لا تستحق خصاله وأخلاقه الـمديح. ولا تضيع عندنا الأفعال الـحسنة.
اليـوم تسلمـت ربطـة الكتـب التي حصلتهـا وأرسلتهـا إليّ فاستعرضتهـا ووجـدت ناقصاً منها الكتاب الذي أردت أن أعتني بقراءته في الدرجة الأولى، كتاب الرفيـق جـورج مصروعـة الذي عنوانه إبـن زيكـار. هذه الروايـة كان أخذهـا أولاً الرفيـق حبيـب ثم أخـذها منـه، على مـا أظـن، الرفيـق يعقـوب ثم انتقلـت إلى الرفيـق منيـر ديـب، وقد تكون انتقلـت من عنـده إلى رفيـق آخر، وإرسـال الكتب بدون هذا الكتاب يعني أنّ هنالك من يريد الاحتفاظ به غصباً عن إرادة الزعيم، وأنه يرى نفسه أحق من الزعيم بقراءته أولاً، وأنه حق ضائع يـمكن أن يأخذه من أراد. فهذا التصرف معيب ويكدّرني جداً لأنّ فيه دليل عدم احترام الـحق والنظام. فأنا أريد هذا الكتاب أينما كان وأطلب إرساله إليّ على جناح السرعة وأعدّ جميع الـمنضمين إلى الـحزب في خـوخـوي مسؤوليـن، أفراداً ومجموعاً، عن هذا الكتاب. ولم أكن أنتظر العبث بالثقـة التي وضعتهـا في قوميي خوخوي إلى هذا الـحد. فكائناً من كان الذي احتفظ بالكتاب فليعلم أنه خرق حرمة الشرف والنظام باحتفاظه به من غير إذن خاص ومع معرفته بحاجة الزعيم، الذي هو صاحبـه، إليـه.
أقدّر كثيراً دعوتك ودعوة الرفيق يعقوب ناصيف إياي إلى التنزه في خوخوي اللطيفة، ولا يبعد أن أتوجه إليها بعد مدة قصيرة لزيارتكم وللنظر في شؤون تـجارتي وعلاقاتها بسوق خوخوي.
أرجو أن تكون والعائلة الكريـمة بخير. سلامي القومي لك ولها. ولتحيى سورية.