رفيقي العزيز جورج،
عـدت يـوم الأحـد الـمـاضي في 31 مارس/آذار من النزهة في تلول كوردبة فوجدت ركاماً من الأوراق والرسائل تنتظرني فانصببت عليها. واليوم كتبت الرسالة الـملحقة بهذا الكتاب(1) الـمستقاة من الأخبار الواردة عليّ من عدة مصادر فيجب نشرها في الصفحـة الأولى.
أرى من الـمستحسن أن تنشر سورية الـجديدة كلمة في ذكرى مرور ست سنوات على وفاة أبي في العاشر من أبريل/نيسان، وبهذه الـمناسبة تنشر النداء الذي وجّهته إلى الـجالية على أثر وفاة أبي وهو الذي أرسلت إليّ نسخته. ولكن تـحذف منه الفقرة الثانية التي أولها «ذهب الدكتور سعاده كما ذهب صديقه ورصيفه، الخ.» وتوضع لهذا النداء الـمقدمة التالية:
«بـمناسبة مرور ست سنوات على وفاة العلاّمة والسياسي السوري الكبير الدكتور خليل سعاده، ننشر فيما يلي النداء الذي وجّهه إلى الـجالية السورية في البرازيل إبنه أنطون سعاده مولّد الـحركة السورية القومية وزعيمها على أثر وفاة أبيه.
«وجّه الزعيم هذا النداء إلى الـجالية السورية في البرازيل سنة 1934 والـحزب السوري القومي لا يزال في مهده محاطاً بالأسرار. والذين قرأوا هذا النداء حين نشره لأول مرة ظنّوه كلام كاتب أديب لا كلام زعيم حركة فعلية، فرأينا أن نعيد نشره هنا لأنّ قوّته لا تزال جديدة.»
أهنئك بعنايتك بإبلاغي ما كتبه إليك الرفيق حسني عبدالـمالك، وأطلب منك أن تكتم جميع هذه الـمعلومات عن كل إنسان آخر داخلي أو خارجي. وهذا الـموقف للرفيق عبدالـمالك يـمكن أن يضاف إلى حوادث أخرى له، وتكون سلسلة تقود إلى معرفة نياته. قد يكون هذا شعوراً طيباً من الرفيق عبدالـمالك، وقد يكون إظهار هذا الشعور الطيب بهذه الصورة وفي هذا الـمكان وسيلة إلى أشياء أخرى.
أهنـىء الرفيـق فـؤاد بفنـه الـذي يضيـف إلى فاعليـة الـحركـة والـجريـدة عامـلاً جديـداً له تأثيـره.
صحتي قد تـحسنت تـحسناً محسوساً، ولكن الـمدة التي صرفتها في الراحة لم تكن كافية لإبلاغي الدرجة الـمتوخاة من العافية، وسأحتاج للحصول على فرصة أخرى قريباً.
كتب الرفيق [إلياس] فاخوري إلى زوجته يقول لها إنه لا يزال ينتظر جواباً مني على كتابه الأخير الـمؤرخ في 8 مارس/آذار. إني أرسلت جواباً أولياً إليه قبل ذهابي في الفرصة فهل لم يصل إليه؟
سأكتب إليه بالسرعة الـممكنة.
سلامي لك وللرفقاء. ولتحيى سورية.
(1) مقالة «القبض على بعض الأركان القومييـن» أنظر ج 4 ص 13.