عزيزي الشيخ نعمان ضو،
وردني كتابك الـمؤرخ في 9 يناير/كانون الثاني الـجاري من توكومان، وسررت جداً بوجودك هناك وتعرّفك إلى الرفقاء القومييـن، خصوصاً الأديب القومي الكبير جبران مسوح فهو أحد أنوارنا اللامعة. وكما رأيت في مقالته «كيف عرفت الزعيم» هو مخلص جداً وليس له غاية سوى قول ما يعتقده حقيقة، وهو مستعد للاعتراف بكل حقيقة يجد من يريه إياها. وسرّني أيضاً عملك في توكومان.
فيما يختص بالـمأدبة في نادي «شرف ووطن» فالـمسألة هي أنّ السيد [موسى] عزيزة زارني ثم دعاني لإلقاء محاضرة في هذا النادي. ولم أشأ الرفض لأني أردت أن أبقى فوق التحزبات الـخصوصية والنكايات الشخصية في الـجالية، وألا أظهر تـحيزاً ضد أحد لم يقصد شراً للحركة القومية، ولا مع أحد لم يبدِ خيره للنهضة. ولكن ويل للذي يقصد التلاعب والضرر فكيْده يرتد إلى نحره. فلما ظهرت بوادر الكيد من السيد عزيزة وقع في الورطة التي أراد إيقاعي فيها. فرفضت حضور الـمأدبة بعد أن أكد في جريدته أنها واقعة لا محالة. ومع ذلك فلم أنبذ فكرة إعطاء الرجل فرصة أخرى ليتمكن من خدمة الـحركة. وقد حصلت على بعض النتائج من استخدام جريدته لنشر بعض الأمور الـمفيدة.
اليوم تسلمت كتابك الـمؤرخ في 19 الـجاري من كوساتي وقدّرت شعورك وفهمك اللذين أعرفهما فيك من قبل. وكم كنت أود أن ألبّي طلبك وأزورك شخصياً لنستعيد ذكريات زرعون والشوير وأنشرح بـمشاهدتك والعائلة. وقد أتـمكن من زيارتك إذا عولت على زيارة مندوسة ترويحاً للنفس من عناء العمل ومرض الـمعدة، وتوفرت الأسباب العملية من ناحية العمل القومي. وطبيبي يشير عليّ بوجوب الراحة الكلية مدة وإكثار أكل الفاكهة. أما الآن فالعمل هنا وبعض الأشغال تـمنعني من الانتقال بسرعة.
فيما يختص بـ سورية الـجديدة بلغني أنّ القائمة التي أرسلتها إليّ وسلّمتها أنا إلى وكيل الـجريدة هنا السيد عفيف لوقا ليقوم بـما يلزم لم تصل إلى إدارة الـجريدة، ويظهر أنّ الوكيل مهمل ولم يأخذ نسخة عنها، فأطلب منك إرسال قائمة أخرى وأنا أتولى إرسالها.
سأهتم جدياً بـمسألة كيفية الـمساعدة. ولا بد من الوصول إلى نتيجة قريباً.
عسى أن تكون والعائلة بخير. وأتـمنى لك النجاح والـحصول على النتيجة التي تتوخاها من هذا الـموسم. سلامي لك وللعائلة والأصدقاء. ولتحيى سورية!