ماتت الولائية والمعارضة في لبنان. أو هما قد رقدتا رقاد المخدر. أو هما قد تقمصتا في الائتلاف.
فقامت على أنقاضهما معارضة جديدة معارضة للائتلاف. قيل إنها تريد إنقاذ كرامة الشعب فاتجهت الأنظار لمراقبة تطور هذه البادرة.
توالت اجتماعات المرشحين الساقطين من الائتلاف للبحث في تشكيل قائمة موحدة قوية تستطيع مجابهة الائتلاف في المعركة الانتخابية المقبلة. وقد أصبحت قريبة. وبعد أيام من أخذ وردّ تشكلت القائمة شكلاً شبه نهائي على ما روته النهضة في عدد أمس.
الحقيقة أنّ في هذه القائمة أشخاصاً بعضهم من بقايا المدرسة السياسية العتيقة التي ترى كل شيء وسائل للأشياء الخاصة. وبعضهم ممن لهم الاستعداد للتمسك بالمبادىء العامة والقضايا القومية. وهذا الخليط يُخرج هذه اللائحة عن الصفة التي تحاول أن تكسبها تجاه الشعب، صفة العمل لكرامته وحقوقه.
ومتى وجدنا بين أفرادها أحد المعروف أمرهم جيداً كالأستاذ عزيز الهاشم، الذي أحدث تدخله في الحياة السياسية القومية العامة تبلبلاً كثيراً، رأينا القائمة المعارضة الجديدة Neo-Opposition تفتح في وسطها منكشفاً خطيراً قد يكون المقتل الذي ستتوجه إليه السهام، لأن الشعب قد أصبح حساساً كثيراً بالأشخاص الذين يريدون خيره، والرجال المستغلين قضاياه.
ومما لا شك فيه أنّ قائمة تحوي نظير الأستاذ عزيز الهاشم هي قائمة لا وجه لتسميتها بـ «القائمة الشعبية» ولا وجه لحفز الناخبين إلى تأييدها.
والناس لـمّا ينسوا عقم حزب الاستقلال الجمهوري وافتراءات الأستاذ الهاشم عن الحزب السوري القومي ونهضته المنتجة. فهو عدو كل نهضة قومية ومحارب كل فكرة وطنية.
وقد روي لنا في جملة ما روي عن الأستاذ الهاشم أنّ مقررات حزب الاستقلال الجمهوري غير المأسوف عليه كانت تعرف في بعض المؤسسات بعد فترة قصيرة جداً من أخذها وكان كل فرد من أفراد الإدارة واثقاً من نفسه. وكذلك الأستاذ عزيز الهاشم.