(التـقـى منـدوبنــا صبــاح أمس بحضرة الأستاذ أنطون سعاده زعيم الحزب السوري القومي وتحدث إليه عن الحالة السياسية بمناسبة المشادة القائمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية فطرح عليه المندوب مع بعض الزملاء أسئلة في الموضوع أجاب عنها الزعيم بما يلي:)
المندوب - ما رأيكم في الحالة السياسية الحاضرة في لبنان؟
الأستاذ سعاده - إنّ دخول لبنان في طور جديد بعد عقد المعاهدة اللبنانية - الفرنسية يضع علينا أعباء اقتصادية سياسية ثقيلة هي أعباء دولة منشأة لا تزال في بدء اختبارها الاقتصادي والسياسي.
وها نحن قد بدأنا نشعر بشدة وطأة هذه الأعباء التي تحتاج معالجة مشاكلها إلى اختصاص واستقصاء لموارد الدولة وحاجاتها وإلى مؤسسات جديدة صالحة للقيام بهذه المعاهدة. ولا شك عندنا في أنّ حال البلاد الاقتصادية تحتاج إلى عناية كبيرة مستمرة للحؤول دون وقوع نكبة شديدة، أما من الوجهة السياسية فالبلاد مصابة بشلل.
المندوب - ما هي الأسباب التي تعتقدون أنها أوجدت هذا الشلل؟
الأستاذ سعاده - الأسباب هي في عدم تمثيل الشعب تمثيلاً صحيحاً وعدم صلاح أساليب التمثيل.
إنّ حزبنا لا يقول بصلاح النظام البرلماني للقيام بمهمة رفع الشعب من مستوى سياسي اقتصادي إلى مستوى أعلى، ولكن ما زالت الدولة تسير على النظام البرلماني فإن هذا النظام يجب أن يكون صحيحاً.
وإنّ درسَنا حال المجلس اللبناني بعد إعادة الدستور يدلنا بالنتيجة على أنّ تمثيل الشعب ومصالحه مفقود من المجلس الحالي فقد كثرت المناورات ضمن المجلس وتقلقل كل نظامه وفقد الغرض من وجوده. ومما لا شك فيه أنه ليس أسوأ للبلاد من تبلبل مجلسها التمثيلي، لأن التبلبل يحول دون درس المشاريع التي تحتاج إليها البلاد ويصرف الجهود عن هذه المشاريع إلى أغراض أخرى ليست في مصلحة البلاد. وهذا هو الواقع في حال المجلس الحالي. أما أساليب التمثيل فغير صالحة لأنها تجعل التمثيل للطوائف بدلاً من الأحزاب، وللأشخاص بدلاً من البرامج الحزبية.
المندوب - ما هي الطريقة التي ترتأونها للخروج من هذا المأزق؟
الأستاذ سعاده - إنّ استفتاء الشعب للوصول إلى تمثيل جديد صالح للتعبير عن مصالح الدولة وإرادتها هو العلاج الضروري للخروج من حالة القلق السائدة في المجلس.
وقد يكون حل المجلس والدعوة إلى انتخابات جديدة خير ما يمكن الحكومة فعله للخروج من البلبلة السائدة في المجلس ولإعادة الأمر إلى مرجعه الأخير الذي هو الشعب.
المندوب - ما رأيكم في شكل الانتخابات؟
الأستاذ سعاده - نحن نقول بوجوب فسح المجال للأحزاب لأن الأحزاب هي الطريقة الوحيدة لجعل النظام البرلماني صالحاً لتمثيل مصالح الدولة وإرادتها.
(هذا ما أدلى به الزعيم الأستاذ أنطون سعاده لمندوبنا ولبعض الصحفيين أمس ويستدل من ذلك أنّ جميع عناصر البلاد متفقة على وجوب حل مجلس النواب واستفتاء الشعب في ممثليه الشرعيين.)