معالي رئيس الوزراء
مجلس الوزراء الموقر
إنّ إزالة السيادة السورية عن لواء الإسكندرونة ووضعه تحت تقلبات السياسة والحزبية الأجنبية يكون خسارة كبيرة للأمة السورية وإجحافاً بحقوقها وخطراً على كيانها وحياتها.
والحزب السوري القومي يعلن أسفه للموقف الذي وقفته الحكومة السورية من المناورة التركية التي انتهت بتكليل جهودها بالاتفاق الفرنسي - التركي على نزع السيادة السورية بالفعل والاحتفاظ بستار إسمي يبقي لواء الإسكندرونة ضمن الحـدود السوريـة.
وأما زوال السيادة السورية عن اللواء فواضح في تقرير «ساندلر» مقرر القضية أمام مجلس الجمعية الأممية وأهم موجبات زوال السيادة السورية الواردة في التقرير المذكور ما يأتي:
1 - استقلال اللواء التام في شؤونه الداخلية.
2 - امتناع سريان مفعول أي اتفاق إنترناسيوني تعقده الدولة السورية على اللواء إلا إذا تم له أحد شرطين: إما أن لا يؤثر في استقلال اللواء وإما أن يعرض على مجلس الجمعية الأممية للموافقة.
3 - جعل اللغة التركية اللغة الرسمية الأولى.
4 - وضع اللواء تحت رئاسة الجمعية الأممية.
5 - إعطاء مندوب الجمعية الأممية للرقابة حق منع تنفيذ القوانين التي تسنها السلطة التشريعية السورية في اللواء.
6 - منع تشكيل جيش سوري في اللواء وإعفاء أهله من الخدمة العسكرية ومنع إقامة تحصينات حربية.
7 - جعل حماية اللواء من حق الدولتين التركية والفرنسية.
8 - السماح لتركية باستعمال مرفأ الإسكندرونة إلى أقصى حدّ ممكن.
9 - جعل تقرير نظام اللواء وقانونه الأساسي من حق مجلس الجمعية الأممية.
تجاه هذه الحال الخطرة على كيان سورية يطلب الحزب السوري القومي من الحكومة السورية:
1 - أن تصدر الحكومة السورية مذكرة تعلن فيها أنّ قبول الدولة السورية التعهدات التي عقدها الانتداب باسم سورية لا يشمل أيّ تعهد يأتي بعد جواز المعاهدة السورية - الفرنسية في المجلس السوري.
2 - أن تدعو المجلس السوري بصورة مستعجلة إلى دورة استثنائية لدرس الحالة واتخاذ موقف حاسم يعبّر عن إرادة الأمة.
3 - أن يقرر المجلس عدم الاعتراف بأي اتفاق عقد أو سيعقد باسم سورية على يد الدولة المنتدبة بعد جواز المعاهدة السورية- الفرنسية في المجلس السوري إلا إذا وافق هذا المجلس عليه.
4 - أن تقدّم الحكومة السورية بناءً على قرار المجلس المذكور التحفظات اللازمة عند تبادل نصوص المعاهدة السورية - الفرنسية المصدقة.
وإنّ الحزب السوري القومي يعلن للحكومة السورية استعداده لتأييدها في أي موقف جريء لحفظ حقوق الأمة وسلامة الوطن ويطلب منها أن تقف في جانب قضية الأمة ويحمِّلها مسؤولية أية خسارة قوية تقع بالوطن وسلامة حدوده.
في 30 يناير/كانون الثاني 1937
زعيم الحزب السوري القومي
أنطون سعاده