رفيقي العزيز جورج،
تسلمت كتابك الـمؤرخ في 6 يناير/كانون الثاني الـجاري ومع رسالة الرفيق بهيج فاخوري. ولقد تسلّمت السربال «والزرموزة». والتقيت بابن عمك إميل بندقي الذي سيصير سورياً قومياً غداً، وسرّني توقده وروحيته الـحسنة، وأعتقد أنه يكون خير خلف للرفيق [عفيف كامل] لوقا في الاهتمام بشؤون الـجريدة إذا كان له الوقت الكافي. وتسلمت 100 نسخة من العدد 46. وقد تأسفت كثيراً لعدم تسلّمي العدد 47 بالطيارة. وهذا التأخير ضار بالناحية العملية وهو خلل يجب ألا يتكرر.
لاحظت في العدد 46 أنه نقلت عبارة لي في مقالة «السياسة» ولكنها نقلت ناقصة حتى أفسدت الـمعنى فيجب إصلاحها. والعبارة كما نشرت هي: «الأمة التي تظهر قوميتها في السياسة أمة لا تعرف سبل النجاح»، والعبارة في الأصل هي كما يلي: «الأمة التي لا تظهر قوميتها إلا في السياسة أمة لا تعرف سبل النجاح» فسقط منها «لا وإلا» فأصبحت ركيكة جداً في معناها فيجب تصحيحها في أول عدد.
لاحظت أيضاً في العدد عينه أنّ الأخبار الـمحلية قليلة جداً، وكان للصفدي عناية بهذه الأخبار، فيجب تكليف أحد الأفراد بجمع الأخبار الـمحلية من جميع الـمصادر.
أهنئك بالعناية بأخبار الوطن، وأطلب زيادة هذه العناية وإكثار أخبار الوطن، لأنها هامّة جداً.
أطلب منك أن تصحح خبراً نشر في رسالة الأرجنتيـن للعدد 46 على هذه الصورة «سقط سهواً في أثناء الصف إسم السيدة نظيره مطر نصر من بين أسماء السيدات العاملات لسيادة الفكرة السورية القومية في بوينُس آيرس فنثبته هنا».
أطلب أن ترسل إليّ نحو عشرين نسخة من العدد الذي صدرت فيه مقالة الرفيق مسوح «كيف عرفت الزعيم».
أكتب إليّ وأخبرني عن الـحالة الداخلية وعن حالة الـجريدة والرأي العـام والـجرائـد الأخـرى.
وأطلب أن ترسل إليّ كل خبر يهمني الوقوف عليه، كحديث السيدة سلمى صائغ لـجريدة الفوليا دامنيا، وأن تـحصل على العدد الـمنشور فيه حديثها وترسله إليّ.
عسى أن تكون والـجميع بخير. ولتحيى سورية.
بعد: لاحظت أنّ الـجريدة لم تنشر خبر قدوم السيد إلياس فاخوري من الأرجنتيـن لأشغاله التجارية واتصاله بعدد من أصدقائه وأقربائه في البرازيل والترحيب بـمقدمه.
كنت أرسلت تسألني إذا كان يحسن إرسال شرح الـمبادىء إلى الأرجنتيـن ليعاد إرسالها من هنا، فأنا لا أرى هذه الـخطة عملية، ولا أرى سبباً لكثرة التخوف هناك، فإرسال بعض الكراريس في البريد ملفوفاً كل منها بورقة بيضاء وعليها كلمة «مطبوعات» لا تعيّـَن شيئاً. ثم إنّ التوزيع بواسطة الأفراد يـمكن أن يجري دائماً بدون خطر. فكل رفيق يـمكنه أن يعطي فرداً كرّاساً يقول له إنه كان معه من زمان، وإنه انتقل إليه صدفة، الخ.
ثم إنه بـمناسبة عيد أول مارس/آذار، الذي يعيّده القوميون، يحسن منذ الآن إعلان أنّ سورية الـجديدة قررت إصدار عدد خاص في هذا التاريخ، وتطلب الإدارة من الكتّاب والأدباء القومييـن إرسال كتاباتهم حتى العشرين أو الرابع والعشرين من فبراير/شباط، أي أن تصل إلى الإدارة عند هذا الـموعد، ويكون هذا الطلب على صفحات الـجريدة.