رفيقي العزيز كامل عواد،
سرّني كتابك الـمؤرخ في 20 ديسمبر/كانون الأول الـماضي. ولم أجب عليه قبل الآن لأني سافرت بعد محاضرتي بنحو ساعة إلى مار دلبلاته للاستراحة، وعدت السبت الـماضي في 30 ديسمبر/كانون الأول بقصد حضور الـمأدبة الإكرامية التي قررت إدارة نادي «شـرف ووطـن» إقامتها، فوجدت الـجريـدة السوريـة اللبنـانيـة قد طبخـت بـ «الرز بصل». والطبـاخ هو السيد [موسـى] عزيزة فقد قرر ألا تكون الـمأدبة من قِبل النادي بل من قِبل «الأوساط التي سمعت الـمحاضرة» فأعطاها صفة مبهمة وخطرة في الوقت عينه. وقرر أيضاً من فيض علمه وعظيم دهائه أن يحوّل عشاء موظفي الـمصرف السوري اللبناني إلى مأدبة إكرامية لشخصه تقام في الوقت عينه الذي تقام فيه الـمأدبة الإكرامية للزعيم وأنه أعطى مأدبته الـمحل الأول.
ورأيـت أيضـاً أنّ الـجريـدة الـمذكــورة نشــرت في اليوم التالي لتعليقها البارد على الـمحـاضرة مقالـة بعنـوان «نحـن وفرنسـة» صدرت في عدد الأربعاء في 27 ديسمبر/كانون الأول وفيها أنّ الاستقـلال والسيادة القومية يكونان بالـخضـوع لفرنسـة، وأنّ عـدم الـخضــوع لها خيانة للاستقـلال والسيـادة القوميـة، إلخ. وهذه مقصود منها أن تكون رداً على تلميحي في صدد اضطهاد السلطة العسكرية الفرنسية رجال الـحركة السورية القومية. فأرسلت أخبر النادي الـمذكور أني غير مرتاح لـحضور هذه الـمأدبة فأعلنت الـجريـدة السوريـة اللبنانيـة فيما بعد أنّ الـمأدبـة قد تأجلـت. ولم أشـأ التدخل لإيقاف إعلان التأجيل، لأنّ ذلك كله في مصلحتنا. وأرى أنه قريباً يتعلم السيد عزيزة درساً قاسياً في نتيجة محاولة التلاعب في أمر يتعلق بزعامة الـحزب السوري القومي.
سرّني أنك ستأتي قريباً إلى بوينُس آيرس. ومتى جئت تعلم أموراً كثيرة.
أخبرني الرفيق أميـن مسوح أنه علم بأنّ دعوة قد وجهت إليّ من سانتياغو دل استيرو، ولكني حتى الآن لـما أتسلم شيئاً من هذا النوع، فأطلب مخابرة ذوي الشأن هناك لـمعرفة كيف أرسلت الدعوة وبأية طريقة وإعطاؤهم عنواني الصحيح هنا.
سرّني أيضاً اهتمامكم بأمر الـجمعية الثقافية، وقد رأيت ما توصلتم إليه حسناً، ويـمكن الابتداء بتمهيد الأمور التي يقتضيها إظهار الـجمعية.
لم أشأ الإسراع بإنشاء الـجمعية هنا، لأني أنتظر موقف بعض العناصر التي يحسن الاهتمام بشأنها. سلامي لك وللعائلة وللرفقاء. ولتحيى سورية.
كل سنة وأنتم بخير وعملكم في تقدم.
بعد: كانت منفذية السيدات أرسلت تستشير الـمديرية عندكم في إنشاء مديرية للسيدات، وحتى الآن لـما يردها جواب، والكتاب أرسل على عنوانك.