عزيزي،
إنتقلت منذ العاشر من هذا الشهر من [فندق] «لُس كوكُس» إلى مكان آخر، ثم جئت مدينة كوردبة في 15 الـجاري فأنزلني ضيفاً عنده السيد عبود سعاده، النابغة الهندسي الذي يـمثّل ناحية من نواحي عبقرية شعبنا. وقد أحدث وجودي حركة في أوساط الـجالية فتقاطر أدباؤها ووجهاؤها وجمعياتها للسلام عليّ، وتـمكنت من تقريب القلوب بيـن مختلف العناصر الدينية وغيرها، وربحت الـحركة القومية عدداً من هذه العناصر. ولم يكن بد من وجود معاكسيـن ومنافقيـن وزنادقة. ولكن شأنهم كان ضئيلاً. وقد أقيمت مأدبة مساء أمس في أحسن فندق في هذه الـمدينة. وفي هذا الـمساء أبرح مدينة كوردبة إلى بوينُس آيرس.
وردني كتابك الأخير الـمرسل إلى «لُوس كوكُس»، ولكن الهدية كانت من نصيب أصحاب الفندق، وقد أرسلوا يخبروني أنهم حوّلوها إلى حلوى، فجعلتها من نصيبهم.
عنواني في بوينُس آيرس سيكون في بادىء الأمر: 402،Paraguay.
تأسفت لأني كنت متغيباً حين قدومك إلى بوينُس آيرس، فلم أتـمكن من رؤيتك. ولكن قد نلتقي فيما بعد، لأنه يظهر أنّ انحباسي في هذه البلاد سيطول بالنسبة إلى الأحوال الـحاضرة وعدم تـمديد مدة جواز سفري من قِبل القنصلية الفرنسية.
عسى أن تكون والعائلة بخير. ولتحيى سورية.