نشرت جريدة السمير رسالة الأستاذ نصوح الخطيب، عميد إذاعة الحزب السوري القومي سابقاً، التي ردَّ فيها على الشاعر إلياس حبيب فرحات وادعاءاته في صدد الحزب وزعيمه. وقد كان لنشر هذه الرسالة دوي شديد تناول الجالية السورية في الولايات المتحدة بكاملها، فانفتحت عيون كثيرة على ما كان مخفياً في شأن كثير من الأشخاص السياسيين المحترفين والأعمال التي يقومون بها. وظهر هؤلاء الأشخاص في مظهرهم الحقيقي. لقد ابتدأ الرأي العام يدرك مدى التدجيل الذي يقوم به أمثال فخري البارودي والمطرود من الحزب السوري القومي فؤاد خليل مفرج. وإنّ انقشاع الغشاوة عن حقيقة هذا الشخص الأخير جعل الكثيرين من الذين اندفعوا في تأييد ادعاءات مكتب فخري البارودي والصور الوهمية التدجيلية التي رسمها فؤاد مفرج يحجمون عن الاندفاع في الضجة العروبية التي يستتر بها البارودي - مفرج وشركاهما.
أما الذين أدركوا الرسالة القومية الصحيحة ولا ينخدعون بالمغررات الوهمية، فإنهم وجدوا في رد الأستاذ الخطيب النور الذي جلا لهم حقيقة الموقف الذي كانوا يراقبونه ويراقبون تطوراته من بعيد. وكان ارتياحهم عظيماً خصوصاً لما جلاه هذا البيان من الحقائق حول القضية العربية، وقد جاء نشر هذا البيان بعد انفضاح أمر الوفود وعمل الجامعة العربية، فيما يختص بالأموال التي جمعت لثورة سورية الجنوبية. فما كادت الجامعة تعلن انتخاباتها وحساباتها ويظهر للرأي العام ضخامة المبالغ التي أنفقت على ما سموه مشاريع الدعاوة والنشر، وهي الدعاوة للشيوعية المتسترة بستار إنعاش القرى، والتي يعمل فيها مطرودون من الحزب السوري القومي لظهور شيوعيتهم وتجسسهم كرئيف خوري وغيره، ما كادت تظهر ضخامة هذه النفقات حتى ضج الرأي العام وقامت جريدة البيان تهاجم الجامعة العربية لهذا التصرف بالأموال. وأما ما سموه نفقات فإنما هي نفقات الولائم والفنادق والمسارح والنزهات، الخ.
وقد بلغني أنّ السيد محمد جميل بيهم ورفيقه الغوري لهما مهمة خفية غير المهمة الظاهرة وهي استغلال ثورة فلسطين، التي يسمونها عربية، للضرب على وتر العروبة ومحاربة الحزب السوري القومي بهذا الوتر وغيره من الأوتار. وأخبرني ذو ثقة أنّ مهمة السيد محمد جميل بيهم، التي تأتلف كل الائتلاف مع مهمة فخري البارودي وفؤاد مفرج، قد جرى تفاهم مكمّل في صددها بين السيد بيهم والأفراد الشيوعيين - العروبيين في الجامعة العربية. وإنه قد أصبح من برنامج السيد محمد جميل بيهم، في سفرته الإذاعية لفلسطين، أن يبث دعاوة سرية ضد الحزب السوري القومي. والظاهر أنّ محاربة الحزب السوري القومي هي المهمة الأساسية لهذه العناصر الرجعية التي باتت تخاف خطر الحزب على مركزها. ولكن الحقائق التي أخذت تظهر عن الحزب السوري القومي ومبادئه ورسالة زعيمه قد ابتدأت تكون سداً منيعاً ضد هذه التهجمات الخفية، بل قد ابتدأت تحمل على هذه الدعاوات السيئة وتكتسح الموقف.