(إلتقط أحد القوميين كلمة الزعيم التي ألقاها على قبر الفقيدة ونحن ننشرها فيما يلي:)
أيها القوميون، يا آل الفقيدة، أيها الـمواطنون،
ليست نكبة أن يـموت إنسان، فكل إنسان يـموت يوماً، ولكن النكبة هي في الإنسان الذي يعيش وكأنه ميت لا يتحسس حاجات محيطه ولا يشعر مع قومه بـما يضرهم وما ينفعهم، ولا يدرك أنّ عليه واجبات نحو أمته ووطنه.
لقد كانت الفقيدة السيدة إيوا شكور ثابت مثالاً في العمل لرقي الـمجتمع الذي تـحيا فيه، فعرفت كيف تقوم بواجبها نحو وطنها في ظروف عديدة، وعرفت كيف تربي أولادها ليخرجوا رجالاً ونساء يشعرون بالـمسؤولية نحو أمتهم، ويعرفون كيف يقومون بواجبهم لـمجتمعهم وكيف يخدمون مثله العليا.
في هذه الدقيقة تذكرون الـخلود. والـخلود خلودان: خلود لأهل الدين وخلود لأهل الـحياة والاجتماع. وما يهمنا هنا هو الـخلود في الـحياة والاجتماع الإنسانيين. وهذا الـخلود يكون بالعمل على استمرار الفضائل الباقية في جسم الـمجتمع، فضائل خير الـمجتمع ورقيّه والاقتراب من مثله العليا، بالعمل في جرأة وعزم والتضحية وفعل الواجب القومي، والـمحافظة على الأخلاق القومية كالإخلاص والصدق والـمروءة واحترام النفس والثقة بالنفس.
إنّ الشعب الذي ينجب نساء يعملن للفضائل الباقية، فيشعرن بحاجات الأمة، ويقمن بنصيبهن في سبيل سدها، ويؤدين واجبهن بتربية أولادهن على الفضائل القومية التي فيها خير الأمة، إنّ الشعب الذي يُخرج للعالم أمهات من هذا النوع، ورجالاً يتربون في أحضان هؤلاء الأمهات ليخرجوا رجالاً عاملين لـخير أمتهم وعلو شأنها، هو شعب قد أبصر الـخلود وأخذ يسير في طريق الـخلود.
وإنّ النهضة القومية في سورية كلها تقيم الدليل على أنّ الأمة السورية تعرف الـخلود وتسير في طريق الـخلود بقيادة النهضة القومية التي يشترك فيها الرجال والنساء.
والآن حين تُوارى السيدة إيوا شكور ثابت التراب نشعر أنّ لنا تعزية كبيرة في أنها كانت أماً قومية أدت واجبها على أفضل ما أمكنها وعملت لاستمرار الفضائل القومية الباقية.