كان رشيد سليم الخوري قد عزم على القدوم إلى الأرجنتين بقصد استغلال موقفه التعصبي الأخير والقيام بدعاوة سياسية على أساس التعصب الديني الذي أخذ في المدة الأخيرة ينفخ في بوقه مع النافخين الذين لا يهمهم ماذا يكون مصير الشعب العاملين على تفريقه باسم الدين.
وكان عزم رشيد الخوري على القدوم إلى هذه البلاد نتيجة مخابرات طويلة سابقة بينه وبين بعض الصحافيين هنا المدفوعين من قبل بعض عمّال الإذاعة الأجنبية، على ما يقال، وباشتراك بعض المشتغلين «بالسياسة العربية» في أوروبة. وقد أعلنت إحدى الصحف هنا عن مجيئه وادّعت أنه قادم منتدباً من جمعيات الجالية السورية في البرازيل وهيئاتها المعتبرة ليكون «همزة وصل» بين الجاليتين في الأرجنتين والبرازيل، كأن الاتصال بين الجاليتين مفقود. ولكن المقالات التي نشرتها الزوبعة لهاني بعل كشفت للرأي العام السوري في المهجر حقيقة أمر رشيد الخوري ومبلغ قيمته الأدبية. وكان من وراء ذلك أنّ الجمعيات التي لها صفة حقيقية امتنعت عن إعطاء الخوري أي تفويض وأية مساعدة مادية. وإنّ بعض الجمعيات الإسمية التي دخلت في مؤامرة الخوري لم تجد القوة المادية والمعنوية الكافية لسنده.
وقد بلغنا أنّ المساعي في هذه البلاد لاستقدامه أصيبت بالخيبة، لأن السوريين في هذه البلاد قد فهموا الرسالة القومية الصحيحة وهم يرفضون اتّباع الذين يريدون استغلالهم باسم التعصب الأعمى للدين وإثارة الشقاق الديني وسط جالية تريد دفن الأحقاد الدينية وإحلال الوئام والاتحاد القومي محلها والسير مع تعاليم النهضة السورية القومية نحو الفلاح القومي.