رفيقي الأميـن خالد،
لا أدري ما هو السبب في وصول رسائلك وجميع الكتب الواردة، وعدم وصول نسخ شرح الـمبادىء والعددين من سورية الـجديدة. في كتابي الـماضي ذكرت لك أنّ عشر نسخ من شرح الـمبادىء لا تفي بالـحاجة، وكنت أتوقع وصول هذه النسخ العشر التي ذكرت في كتابك السابق أنك أرسلتها في البريد عينه، ولم أذكر شيئاً عن عدم وصولها لاعتقادي أنها قد تكون تأخرت، ولكن حتى اليوم لم يصل شيء، والشعب هنا ينتظر على مضض. وأريد منك أن تبحث جيداً في هذه النقطة، وتفحص كيف حزمت الكراريس، وماذا كتبت على الغلاف، وما هي الطوابع التي ألصقتها، وأي هو الصندوق البريدي الذي وضعتها فيه، وأين يحتمل أن يكون الغلط. وتقول في رسالتك الأخيرة بتاريخ 14 الـجاري إنك وضعت في البريد عينه عددين من سورية الـجديدة، وهذان أيضاً لم يصلا.
إكتشف السر. وأرسل إليّ في الـحال بضعة نسخ من شرح الـمبادىء. وإذا كان قد ورد عدد من البرازيل فأطلب إرسال لا أقل من عشرين نسخة بالتدريج. وقد يكون الـمستحسن أن يوضع كل يوم نسختان من الـمبادىء في ملف واحد. ويجب كتابة كلمة IMPRESOS على الغلاف. ويحسن أن يصير الإرسال على عدة عنوانات.
لم تذكر لي في كتابك الأخير ما هو الاشتراك الشهري الذي قررته اللجنة، مع أني طلبت معرفة ذلك في الـحال ليصير تطبيق النظام هنا بسرعة، وهذه الناحية هامّة جداً.
إنّ البريد السابق حوى كتاباً من البرازيل فيه كتاب من طرابلس من الرفيق بهيج فاخوري، أخ الأميـن أنيس فاخوري، يطلب فيه إخباري ضرورة الـحصول على شهادة من قنصلية فرنسية تفيد أني مقيم في مكان كذا من دولة كذا، وإرسال هذه الشهادة بسرعة ليستفيد منها التحقيق لـمصلحة الـموقوفيـن وبينهم الأميـن فاخوري. ولـمّا كان لا يوجد في توكومان سوى وكالة للقنصلية الفرنسية رأيت أنه لا بدّ من العودة السريعة إلى بوينُس آيرس.
ولولا أنّ الـحاجة العملية قضت ببقائي هنا لكنت رحت إلى بوينُس آيرس في الـحال. وكنت أتوقع انتهاء الترتيبات قبل الغد فأسافر غداً مساء، ولكن لم يكن ذلك مـمكناً. فأجّلت السفر إلى الأربعاء القادم فأسافر في قطار خط «سنترال أرخنتينو» الـمعروف «بالتوكومانو» فأصل عند الساعة الثالثة والعشرين من اليوم عينه. فيجب الـمبادرة لإرسال الدعوة التي تشير إليها في كتابك أو تسلّم ليدك، وأعتبر أنها وصلت إلى توكومان. على كل حال أريد جواباً مستعجلاً على مطاليب هذا الكتاب.
روح النهضة تـمتد هنا متغلغلة في هذا البلد وفي النواحي القريبة. وقد تـحركت بعض أوساط سانتياغو، خصوصاً بعد سفر الرفيق ميخائيل ملحم إليها في جولة تـجارية يقوم بها. وقد ورد اليوم كتاب من أحد الشباب الـمثقفيـن يقول إنّ بعض الشبان يعملون هناك لإيقاظ الروح، وطلب زيارة مني لـجالية سانتياغو. فأشرت بإرسال جواب بالقبول وتهيئة الـجو لـحين عودتي من بوينُس آيرس. ولقد ذهب منذ بضعة أيام صاحب الاتـحاد اللبناني إلى سانتياغو بالـمهمة عينها التي قدم من أجلها إلى توكومان.
لولا مسألة شهادة القنصلية لـما فكرت في العودة إلى بوينُس آيرس في الـحال. ولكن يجب توفيق البرنامج مع مقتضى الـحاجة فيمكن البقاء في بوينُس آيرس نحو أسبوعيـن ألقي خلالهما محاضرة أو خطاباً وأحضر الـمأدبة ثم أعود إلى سانتياغو وتوكومان.
إرسال الـمبادىء ضروري، وأعطيك على قفا هذه الصفحة عنوانات للمراسلة. ويحسن تأجيل اجتماع اللجنة الـمركزية للخميس أو الـجمعة، بناءً على أنك تريد أن تبلّغ اللجنة شيئاً في ذلك الوقت، فيتاح لي حضور اجتماعها بنفسي ومعرفة حالتها. ويحسن ألا تعلم اللجنة الـمركزية بأمر قدومي، وأن يكتم فيكون وجودي في بوينُس آيرس فجائياً. وإذا كان من الـمستحسن استقبالي على الـمحطة فيكون من عدد قليل من الـموثوق بهم الذين يتعهدون بعدم إذاعة الأمر أو إخبار أحد به. ولتحيى سورية.