رفيقي العزيز جورج،
وردتني رسائلك الأخيرة وما فيها يضع عليّ أعمالاً جديدة. ولكني أريد أن أقول إني متأسف لاتصال خبر مراسلة عمك من حمص، وأخبار اعتقال القومييـن بجميل صفدي، وعدم كتمان هذه الـمعلومات الـخطيرة حتى أكون أشرت بإذاعتها. وإني أرى استمرار اتصال جميل صفدي بالـجريدة ضار جداً بـمصلحة القضية، فيجب وضع حدّ فاصل له في مدة قريبة جداً لا تتجاوز عشرة أيام، لأنّ بقاءه مخالف للتعليمات بصدده.
لا أوافقك على الاتصال مباشرة بالسيد حسني عبدالـمالك وتكليفه من عندك بـمراسلة الـجريدة، لأنّ ذلك يحط من مقام الزعيم وأوامره وتعليماته، فلا يجوز أن ترفض رسائله حيـن تكون بإيعاز الزعيم وتقبل حيـن تكون بإيعاز إدارة الـجريدة. وكنت ذكرت لك أني أريد اختبار هذا الشخص، فأطلب أن تترك أمر تعيينه وتكليفه لي أنا حتى أشور عليك بـما يجب أن تفعله معه، خصوصاً وهو قد تخلّف عن الـمراسلة.
إنّ الرفيق جبران مسوح سيراسل سورية الـجديدة بانتظام وكتاباته من النوع الذي نحتاج إليه.
سأكون بعد بضعة أيام في بوينُس آيرس لـمحاضرة ومأدبة وستصل إلى الـجريدة الأخبار. وقد أبقى هناك نحو أسبوعيـن على الأقل، فيُحوّل البريد الـجوي إلى بوينُس آيرس.
ولتحيى سورية.