رفيقي الأميـن خالد،
قبل يوم الـمحاضرة بنحو يوميـن كانت الـحالة هنا حالة حرب، فإنّ جماعة «الـجامعة اللبنانية» وجميع الـمتلبننيـن قاموا بـمحاولات ووضعوا كل مجهودهم للحؤول دون تنفيذ الـمحاضرة. ولقد ظهر في محاولاتهم الرعب. فإنهم فقدوا اتزانهم وصاروا يخبطون على غير هدى. ولـجأوا إلى التهديد، الذي كاد يكون له تأثير في إضعاف بعض العناصر، ولكن هدوئي وعدم اكتراثي لهذه «الصبينة» التي ذكرتني تهديدات «الكتائب اللبنانية» في أول مارس/آذار 1938، هدم كل البناء الصاخب الذي أشادوه.
وكان آخر شيء لـجأوا إليه إرسال كتاب رسمي من «الـجامعة اللبنانية» إلى الـجمعية السورية اللبنانية تـحذرها فيه عاقبة التدخل في السياسة وما قد يسببه إعطاء قاعة الـمحاضرات لـمحاضرة الزعيم. فجاء هذا الكتاب البعيد عن الذوق والذي هو في غير محله مشجعاً للعزائم ومثيراً الـحمية في النفوس. وفي مساء الـجمعة الـماضي، موعد الـمحاضرة، سكن الضجيج كما سحر ساحر وخفتت الأصوات. واحتشد جمع الـمقبليـن على الـمحاضرة يسودهم الهدوء. واستغرقت الـمحاضرة نحو ساعتيـن. وولدت جواً من الثقة كبيراً.
كتبت إليك منذ أيام في مسائل بصورة رسمية. وأزيد اليوم أنه يجب الاهتمام بـمسألة تذاكر السفر وإمكان تـمديد مدتها بسبب الـحرب أو الـمرض أو غير ذلك.
متى ورد العدد 36 من سورية الـجديدة فأرسله في الـحال، لأنّ العدد الذي وردني بالطيارة كان مغلوطاً إذ هو العدد 34 بدلاً من 36.
ماذا جرى بـمثل وصفي ورفقائه. أخبرني سريعاً إذا كان يجب حضوري إلى بوينُس آيرس في الـحال.
الـحركة هنا تسير سيراً حسناً ومعدل الانضمام حسن وستكون لنا نتيجة ثابتة هنا. ويـمكنك أن تذكر هذه النتيجة للجنة ومنفذية السيدات، وقد يحسن الآن عدم إخبار اللجنة شيئاً عن النتيجة هنا، خصوصاً لوجود شكوك حول بعض أفرادها.
الكتاب الذي وردني مؤخراً من البرازيل يفيد أنّ عم الرفيق بندقي في حمص أرسل كتاباً ملغزاً يقول فيه إنّ العائلة في بيروت ودمشق «أكثر أفرادها في السجن»! والظاهر أنّ البرقية التي وردت من أيام عن اعتقال «الزعماء السورييـن القومييـن» أو رجال الـحركة القومية تعني الـحزب لا غيره خصوصاً وأنّ الأخبار الواردة تفيد أنّ جميع «الوطنييـن» الـمعروفيـن غلطاً في الـخارج «بنسيونالست» قد قدّموا طاعتهم وخضوعهم «للديـموقراطية». إنّ فكري منشغل بهذه الـمسألة لأنّ ظروفي تقيدني. عسى أن يكون العمل عندك أحسن، ولتحيى سورية.