«نقلاً عن مجلة الكوكب»
(عام 1947 وفي الفترة التي وقف الـحزب القومي الاجتماعي وقفته الـمسلحة ضد تعسف حكومة لبنان ومذكرتها الـمشهورة للقبض على الزعيم، دعا الرفيق أمين سري الدين الزعيم إلى مأدبة غداء في بلدة بزبدين فلبّى الزعيم الدعوة رغم احتياطات الـحكومة الـمشددة.
وقد ألقى الزعيم في الـمأدبة خطاباً على القوميين الاجتماعيين استهله بـمخاطبة صاحب الدعوة وأخذت منه جريدة [مجلة] الكوكب البيروتية الفقرات التالية:)
لقد قصدت أن يقام احتفال في هذا البيت القومي، فكان اجتماع تـحتفل فيه إرادة حية لـمجتمع حي، فكان ما شئت، هذا الاجتماع القومي الاجتماعي الذي يـمثّل الإرادة الـحية، وكان من حقه أن لا يخالطه شيء من الإرادات الـخارجة عن قصد الأمة وعن الهدف الأسمى الذي نـجتمع عليه ونراه دائماً ماثلاً أمام أعيننا، فكان هذا الاجتماع الذي يـمثّل عقيدة خالصة وإيـماناً قوياً لا يتزعزع. لقد تغلبت الأمة على صعوبات كثيرة وهي بعد تغلّبها على الصعوبات، كأنها لم تتلقَّ صدمة ولم ترَ صعوبة، وكأنها في أول عهد عملها فتية نشيطة تسير ونظرها إلى العلاء لا تلوي على شيء من دنيا الـحياة ولا من بهارجها الزائفة، فحق لنا هذا الاعتزاز. لقد وضحت لنا نعمة الـحياة الـحقيقية التي تـحتقر كل ما يشين النفس الإنسانية وتزدري كل الدنايا من الرذائل والـمثالب التي تعشعش في نفوس مريضة. نحن لنا أخلاقنا ولنا مناقبنا التي ترتفع بنا إلى أعلى درجات السمو. بهذه الأخلاق، بهذه العظمة النفسية قد تغلّبنا على كل الصعوبـات الـماضيـة، وإننا نتغـلب الآن وسنتغلب، فيمـا بعد، على كل الصعوبات الباقية. كنا أمـماً وأصبحنا أمة واحدة وكانت لنا بيوت متباعدة فأصبحت لنا بيوت واحدة.
إنها إرادة لا يقف بسبيلها شيء، إنها إرادة أمة حية هي إرادة، قلت فيما مضى، إنّ فيها القضاء والقدر، وهذا هو القضاء والقدر يفعل فعله، هو إرادة الأمة، وإرادة الأمة فوق كل شيء. لقد سرنا إلى ما شئنا ونسير إلى ما نشاء ولا مردّ لـما نريد في حياتنا هذه، ولا مردّ لإرادتنا.