الرفيق إبراهيم منتش حاضر بيننا لم يزل ولا يزول!
إنه أول شهيد في عراك حزبي عقائدي، ولكنه ليس أول شهيد من شهدائنا في العراك العنيف بيننا وبين القوات التي لا تريد أن نثبت وجودنا وأن ننهض وأن نعطي الإنسانية من تعاليمنا ما نقدر أن نعطيها لفلاحها وخيرها. فقد سقط منا الرفيق سعيد فخرالدين في بشامون، كما سقط منا في فلسطين رفقاء أعزاء أمثال سعيد العاص ومن أبناء البنّا وغيرهم مـمن يجب أن تُسجّل أسماؤهم وتثبت في عداد الأحياء الذين عملوا لهذه النهضة القومية الاجتماعية العظيمة، التي تُنهض الأمة السورية من مطاوي التاريـخ وتؤسس قواعد للمجتمع الإنساني تضمن له الـخير والـحق والسعادة والـجمـال.
إنّ شهداءنا يـمثّلون أول انتصاراتنا الكبرى، إنتصارات معنى الـحياة على مجرّد الوجود، إنتصارات أنّ الـحياة في مبادئها ومُثُلها وغاياتها، وليست في مجاريها الاعتيادية. إنهم يـمثّلون أول انتصار كبير لإرادتنا وعزيـمتنا على الأوضاع وعلى العراقيل والصعوبات وعلى الإرادات الـمعاكسة. إنهم سقطوا ليثبتوا، ويثبتّوا حياتنا القومية الاجتماعية، فثبتوها بالفعل، وأثبتوا للملأ أنّ القوميين الاجتماعيين، ليسوا بـمتراجعين عن عقيدتهم وأنهم ماضون ليحققوا آخر غرض من أغراضها وآخر حرف من حروفها، هي عزيـمة ليست بـمرتدة عن غرضها الأخير، هي عزيـمة تطلب الـموت متى كان الـموت طريقاً إلى الـحياة، هي عزيـمة قد عبّر عنها شهداؤنا الـخالدون وبصورة خاصة شهيدنا الذي نحتفل بذكراه اليوم تعبيراً صادقاً لا يـمحى.
من أجل ذلك ومن أجل أنّ شهيدنا وباقي شهدائنا الـمذكورين عملوا لـمبادىء النهضة القومية الاجتماعية الراسخة وبذلوا نفوسهم في سبيل إحيائها وأعطوا حياتهم
كلها لها، من أجل ذلك هم يثبتون بثباتها ثباتاً خالداً - هم خالدون لا يزولون ولا يضمحلون، لأن هذه النهضة العظيمة خالدة.
إنّ لهم تقديرنا الكلي واحترامنا وشكرنا.