(هبط العاصمة في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1947 وفود بعض الـمناطق القومية التي لم تتمكن الإدارة الـمركزية من الاتصال بها مع بعض الوفود التي أرادت أن تتصل بالزعيم وتضع نفسها تـحت تصرفه. ولـما كان الزعيم قد سبق وأمر الـمناطق بعدم الـمجيء فقد ألقى فيهم الكلمة التالية وانصرفوا بعدها راجعين إلى مناطقهم:)
أيها القوميون الاجتماعيون،
كان يجب أن يكون هذا اليوم يوماً تُظهر فيه الأمة عظمة حركتها وقوة إرادتها الكلية الشديدة وإرادتها في رفع هذه الأمة إلى مستوى الـحرية والانطلاق الذي هي أهل له، وكان يجب أن يسمع العالم كلمة الأمة في صدد القسم الـجنوبي من وطننا، وأن يعرف العالم مبلغ استعدادنا للدفاع عن هذا الـجزء والاحتفاظ به جزءاً متمماً لوطن واحد نريد أن لا يفرّط فيه حتى ولو كان مبلغ شبر واحد. ولكن في الساعة الأخيرة أتتنا أخبار من الـحكومة بواسطة الأمن أنّ الإدارة قد أعطت تعليمات لـمنع الاجتماع في بيروت ولـمنع الـحشد.
كانت الساعة متأخرة ولم يبقَ لنا وقت لنواجه الـحالة التي عرضت لنا فجأة بعد أن كنا مطمئنين إلى أنّ الـحكومة لن تُقدِم على اتخاذ موقف من أشد الـمواقف سماجة وأكرهها وأكثرها تفريطاً في مصير الأمة والوطن. ما كنا نعتقد أنّ الـحكومة اللبنانية تقف حاجزاً بين الأمة وقضيتها في مثل هذا اليوم، ولكن يظهر أنّ الاعتبارات الـخصوصية كانت أغلى وأثمن من قضية الأمة فقد فضّلت الـحكومة، على ما يظهر، أن تـجازف بقضية الأمة على أن تتنازل عن موقفها الـخاص وأن تتعرض لرؤية جماهير الأمة تتراص في صفوف موحدة تُظهر أنّ الشعب مع النهضة القومية الاجتماعية. ولكننا نحن نعد أنّ هذا الـموقف ليس فاصلاً بيننا وبين الرجعية في العراك الذي تريد أن يبقي الأمة في ذلّها الإقطاعي.
إنّ العـراك سيستمر، وإنّ النصر لا مفرّ منه لأن للقوميين مبادىء وعقيدة. وابتدأت الأمة تشعر أنّ قضيتها وعقيدتها هما في هذه الـحركة القومية الاجتماعية. ولو ظهر الـحزب اليوم بالـمظهر الـمنتظر فكم كان يكون اعتزاز الأمة بنهضتها وجنودها؟ (تصفيق حاد وهتافات). نحن عرفنا في تاريخنا بأننا نعرف كيف ننتصر وكيف نتلقى الصدمات. في هذا الـموقف أوقن أنّ القوميين الاجتماعيين يعرفون كيف يتلقون هذه الصدمة من الـحكومة اللبنانية بثغر باسم ويقولون إلى الـملتقى!