(حصلت الزميلة الكوكب الغراء على حديث صحفي هام من زعيم النهضة القومية الاجتماعية رأينا أن نثبته هنا لـما له من أهمية ولإصابته الواقع:)
س - يُقال إنّ تنسيقات وترتيبات وتدابير إدارية أجريت في دوائر الـمحافظة على الأمن العام بقصد توفير أسباب اقتناصكم، فماذا ترون في ذلك؟
ج - بلغني أنّ بعض الوزراء اتخذ تبديلات جديدة في الدوائر الـمذكورة فأقصى بعض ذوي السلوك الـحسن من وظائفهم ووضع في الدوائر الإجرائية أشخاصاً اشتهرت فضائحهم فإذا صحّ ذلك كان اعتداءً فظيعاً على كرامة الشعب وحياة الأمة.
إذا صحّ ما بلغني فقد زادت أسباب تفاؤلي بانتصار الـحق على الباطل.
س - ماذا كان تأثير الـحملات العسكرية الواسعة على مناطق عديدة للحزب القومي الاجتماعي؟
ج - يظهر أنّ الذين دبّروا هذه الـحملات أساؤوا فهم قوة الـحزب القومي الاجتماعي الـمعنوية والـمادية، فظنوا أنّ حملاتهم الواسعة تخدم غرضين في آن واحد: الغرض الأول توسيع نطاق البحث عن مقر زعامة الـحزب، والغرض الثاني التهويل على الـحزب والشعب بالـمظاهر الـمسلحة.
ولكن النتيجة كانت على العكس تـماماً. فقد زادت هذه الـحملات ضلال الإدارة. أما الـحزب فزادت معنوياته والتهبت حماسته. ومن جميع الـمناطق تأتيني تأكيدات الاستعداد للتضحية بالنفس وبالنفيس في سبيل القضية القومية الاجتماعية الـمقدسة والدفاع عن مبدأ الـحرية في الدولة.
إنّ الشعب يزداد الآن تنبهاً وتـمييزاً بين الـحق والباطل، ويرى في قضية الـحزب القومي الاجتماعي قضية حقه وشرفه وكرامته.
س - هل تعتقدون أنّ جميع رجال الـحكومة راضون عن التدابير الـمتخذة؟
ج - أعتقد أنّ التدابير الـمتخذة ليست بـموافقة جميع الوزراء.
وأريد أن أعتقد أنه يوجد بين الوزراء من يرى غير سياسة العنفوان «وجلب أنطون سعاده حياً أو ميتاً ولو كلّف الأمر تضحية ألف دركي.»
إنّ حياة الدركي ثمينة ويجب الـمحافظة عليها لسلامة الـحق والأمن، إنّ للدركي مهمة أسمى من تنفيذ مآرب بعض الـموجودين في الـحكم، الذين لا يرون فيه غير عبدٍ، حياته أو موته وقفٌ على أهوائهم.
وإنّ أنطون سعاده لا يعني فقط أنطون سعاده بل يعني مبادىء نهوض هذه الأمة وتبوؤها مقام الشرف والعزّ.
هذه كل قضية أنطون سعاده، فلا يـمكن النظر إليها من خلال مثل هذه التعابير الاعتباطية: (جلب أنطون سعاده حياً أو ميتاً).
س - هل تعتقدون أنّ طرد السيدين مأمون أياس ونعمة ثابت يسهّل لإدارة الأمن العام التمكن من الأسرار التي تؤدي إلى نـجاح حملات البحث عنكم؟
ج - أعتقد أنّ معلومات هذين الشخصين لا تزيد الإدارة الـمذكورة إلا ضلالاً على ضلال. إنّ الشخصين الـمشار إليهما يجهلان الـحزب القومي الاجتماعي جهلاً تاماً. وتصرّفهما السابق لإعلان سقوطهما، يدل دلالة واضحة على مبلغ جهلهما الـحزب وقوّته ومعنوياته.
س - ألا تعتقدون بوجود حل لقضية الـمذكرة يحفظ هيبة الـحكومة وكرامتكم وشرف حزبكم؟
ج - أعتقد أنّ الـحل ضمن هذه الشروط موجود من زمان. فنحن لم نتعرض لهيبة الـحكم ولم نخلق هذه القضية. فإذا أراد بعض الوزراء الـجادين في قضية الـمذكرة حل القضية بحفظ هيبة الـحكومة من غير أن يعني ذلك كسر كرامة الـحزب القومي يجدوا من قِبلنا كل الاستعداد لـمساعدتهم في هذا الأمر.