(قابل مندوبنا الـخاص الأستاذ أنطون سعاده زعيم الـحزب القومي الاجتماعي في مكـان ما في لبنـان فطـرح عليه هذه الأسئلـة التي أجـاب عليها حضرتـه بخط يـده ومهرها بتوقيعه وها نحن ننشرها شاكرين:)
س - هل صحيح ما كتبته إحدى الصحف عن زيارتكم لشرق الأردن؟
ج - إنّ عمـدة إذاعـة الـحزب القومي الاجتماعي قد كذّبت خبر وجودي في شرق الأردن أو انتقالي إليها وحديثي إليكم يبرهن على أني لست في عمّان.
إنّ جوّ سوريـة كلها مفعم اليـوم بالتيارات والـحوادث وطبيعي أن تـحـاول الصحافة تـحسس التيارات وحركة الـخواطر الـجارية. وبـمحاولتها هذه تتكهن هي وتـحاول خرق الـحجاب الذي يستر حركاتي وأعمالي في محتجبي.
الـمؤامرة الـمزعومة...
س - هل صحيـح ما كتبته صحيفـة أخرى عن مؤامرة قومية لقلب الـحكم الـحاضر؟
ج - هذا أيضاً من باب التكهنات في صدد الـحالة الـمؤسفة التي نتجت عن حالة الـحكم الوطني منذ الـجلاء وعن انتخابات 25 أيار/مايو الـماضي. وهو أيضاً ترجمة لطريقة تفكير قسم من الناس في الإنقـاذ الذي بات الشعب يرجوه على يد الـحزب القومي الاجتماعي الذي أصبح واضحاً كل الوضوح أنه الـحزب الوحيد الذي يعبّر عن أماني الأمة ومصالح الشعب. إننا مع الشعب في آلامه وأمانيه.
مذكرة التوقيف
س - ما هي أسباب عودة الـحكومة إلى ملاحقتكم من جديد؟
ج - لست أدري إذا كان يجوز استعمال إسم الـحكومة في هذا الباب. فمع أنّ الـحكومة مسؤولة بتضامنها عن التدابير التي تتخذ باسمها، فإني أشك كثيراً بوجود إجماع حكومي على متابعة هذه الـمأساة الـحقوقية في لبنان التي يجب أن تنتهي ضمن مبادىء الـحقوق الأساسية لعضوية الدولة.
يقـول قـائل إنّ في نيّة بعض أفراد الكتلة الـحكومية إضافة قضايا جديدة إلى الـمذكرة كقضية وجود مظاهر مسلحة حول الزعيم وما شاكل. إنّ جميع هذه القضايا لا قيمة لها في صدد مذكرة التوقيف القائمة على أساس فاسد. لا يوجد استعمال سلاح ولا تـحدٍّ للحكومة فإني قد حملت القوميين الاجتماعيين على تـجنّب كل عمل عنيف للدفاع عن حق صريح ومبدأ أساسي من مبادىء الـحياة السياسية. بل إني قد ضغطت أعصاب القوميين الاجتماعيين ضغطاً شديداً ليبقوا هادئين تـجاه حملات وزير الداخلية الـمسلحة التي يحاول بها ستر ضعف موقف حكومته في القضية التي خلقها بعض رجالها.
س - لم يقم الـحزب بأي عمل إيجابي ضد تزوير الانتخابات فما السبب؟ وهل من الـمنتظر أن يقوم بعمل ما؟
ج - إني قد أظهرت موقف الـحزب القومي الاجتماعي من الانتخابات في بياني الرابع إلى الشعب اللبناني. إني أعلم أنّ سؤالكم يدل على ما يعلقه الشعب اللبناني على الـحزب القومي الاجتماعي من آمال، وإني أكرر إلى الشعب بواسطتكم أنّ آماله لن تخيب، فليس الـحزب القومي الاجتماعي حزب قضايا شخصية أو حزب سياسات صغرى حقيرة، بل هو حزب النهضة القومية الاجتماعية لأمة عظيمة بأسرها.
س - ألقت الـحكومة القبض على الأستاذ فريد مبارك وصحافيين من الـحزب القومي الاجتماعي فما هي الأسباب وماذا كانت نتيجة التحقيق معهم؟
ج - إنّ الأسبـاب التي دعت الـحكومـة إلى اتخاذ تدابيرها ضد الصحافيين القوميين الاجتماعيين هي أسباب أظهر الدفاع في الـمحكمة أنها استبدادية فاسدة، هي استمرار كبت الـحرية واستمرار معاملة كل منتقد لسياسة بعض الـحُكام بتسليط نقمة القضاء عليه.
حديث مع عميد الإذاعة
وقد التقى مندوبنا بعميد الإذاعة فحيّاه وطرح عليه السؤال التالي:
هل صحيح ما ذكره السيد حافظ منذر، الـمرشح عن جبل لبنان من أنه كان ضحية الـمساومات بين الـحزب والأستاذ غبريال الـمر؟
- إنّ الـحزب القومي الاجتماعي بترشيحه الرفيق السابق السيد حافظ منذر، قد وضع هذا الشخص لأول مرة في امتحان لنزاهته ونظاميته وتـجرده للمصلحة القومية الاجتماعية وقد سقط السيد الـمذكور في هذا الامتحان، فما كاد يظهر إسمه كمرشح عن الـحزب حتى اتخذ ترشيحه مسألة شخصية له لا دخل لقرارات الـحزب فيها، فدلّ على تفضيله لـمصلحته الشخصية. إنّ السيد حافظ منذر الذي قبل ترشيح الـحزب له بدون أدنى محاولة لتقديـم رفقاء، أحق منه بتمثيل الـحزب أراد أن يكون الـحزب ضحية لـمصالحه الـخصوصية فتمرد على الأوامر وحنث بيمينه فطرده الـحزب من صفوفه، ويجب الـملاحظة أنّ السيد منذر لم يكن من الـمجاهدين القوميين الاجتماعيين فهو لم يدخل سجناً ولا أسراً ولا قاسى في سبيل قضية الـحزب ما قاساه مجاهدو النهضة.